عقدت اللجنة المشتركة لتنسيقية المعتقلين السابقين، وتنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي والعقيدة، ندوة صحفية استدعت لها الناشطة الحقوقية، والخبيرة في آليات التحري والتحقيق، وعضوة الاتحاد الأوربي للصحافيين، الصحفية البريطانية إيفون رايدلي (YVONNE RIDLEY)، يوم الثلاثاء على الساعة العاشرة صباحا بنادي المحامين بالرباط. الصحفية البريطانية التي اعتقلها جنود طالبان، فأسلمت بعدها مباشرة لحسن تعاملهم معها واحترامهم لها، والتي سبق لها أن أنجزت عدة تقارير حول معتقل غوانتنامو، وسجن أبي غريب، وحصار غزة، تزور المغرب لمدة يومين من أجل التحقيق فيما قالت جمعيات حقوقية أنها جريمة اغتصاب تعرض لها خلال شهر رمضان أربعة معتقلين إسلاميين بسجن تولال 2. وقد صرحت الصحفية البريطانية في بداية الندوة أنها التقت المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، حفيظ بنهاشم، واثنين من مساعديه، وقد نفى هذا الأخير حدوث أي تجاوزات، لأنه على علم بما يحدث في سجونه طيلة ساعات وأيام الأسبوع، وأضافت الصحفية البريطانية في مداخلتها القصيرة، أنها قالت لبنهاشم أنها التقت بمحامي وعائلات الضحايا، واطلعت على التقارير، وأنها بناء على تجربتها كصحفية محققة طوال 36 سنة، متأكدة من حصول جريمة الاغتصاب، فكانت تقاطع أثناء حديثها في كل مرة بأن ذلك مجرد أكاذيب وافتراءات، ولما طالبت بالالتقاء بضحايا جريمة الاغتصاب، رفض طلبها بحجة ضرورة أخذ الإذن من وكيل الملك. كما تضيف الصحفية البريطانية، أن جلستها تلك مع بنهاشم ومساعديه، ذكرتها بقصة القرود الثلاثة التي لا ترى و لا تتكلم و لا تسمع. في ختام مداخلتها، أكدت الصحفية إيفون رايدلي، أنها راكمت مجموعة من الأدلة التي ستضمنها تقريرها الذي ستضعه بين يدي مجموعة من المنظمات الحقوقية الأوربية، أهمها منظمة العفو الدولية. وفي سؤال حول مدى تجاوب المنظمات الحقوقية مع دعوتها، وما يمكن أن تقدمه لهذا الملف، قالت أنها ستسعى في أقل الأحوال إلى منع المتورطين في هذه الجريمة، من وضع أقدامهم على الأراضي البريطانية، وضربت أمثلة بقضايا ناجحة رفعت ضد جنود ومسؤولين إسرائيليين، أبرزهم تسيبي ليفني، وكذلك مسؤولين أمريكيين أهمهم دونالد رامسفيلد، مضيفة أن "أمريكا وبريطانيا كلفتا المغرب بالقيام بهذا العمل القذر". بعد هذه المداخلة، قدم المحامي الأستاذ مساعف تقريره، ثم أعقبه كل من المنسق الوطني لتنسيقية المعتقلين السابقين، أسامة بوطاهر، وفريد مساعد، اللذان تحدثا عن تجربتهما السجنية، ثم ختم الندوة الأستاذ محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة، الذي قال إن جمعيته بصدد إعداد تقرير مفصل حول التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون في السجون المغربية.