عقدت اللجنة المشتركة لتنسيقية المعتقلين السابقين، وتنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي ما يسمى ب" معتقلي الرأي والعقيدة"، ندوة صحفية استدعت لها الناشطة الحقوقية الصحفية البريطانية إيفون رايدلي، الخبيرة في آليات التحري والتحقيق، وعضوة الاتحاد الأوربي للصحافيين، يوم الثلاثاء 30 غشت الجاري، على الساعة العاشرة صباحا بنادي المحامين بالرباط. وتجدر الاشارة إلى أن الصحفية البريطانية إيفون رايدلي، سبق لها أن اعتقلت من طرف جنود طالبان، فأسلمت بعدها مباشرة لحسن تعاملهم معها واحترامهم لها، كما سبق لها أيضا أن أنجزت عدة تقارير حول معتقل غوانتنامو، وسجن أبي غريب، وحصار غزة. وتزور رايدلي المغرب لمدة يومين من أجل التحقيق في جريمة الاغتصاب التي تعرض لها أربعة معتقلين إسلاميين بسجن تولال 2، وفق التقرير الذي أعده المحامي عبد الصمد الادريسي في زيارة له إلى سجن تولال بمدينة مكناس. وقد صرحت رايدلي، في بداية الندوة، أنها التقت ابن هاشم واثنين من مساعديه، وكشفت في معرض تدخلها بأن ابن هاشم أنكر حدوث أي تجاوزات، لأنه على علم بما يحدث في سجونه طيلة ساعات وأيام الأسبوع. وأضافت الصحفية البريطانية في مداخلتها القصيرة، أنها قالت لابن هاشم أنها التقت بمحامي وعائلات الضحايا، واطلعت على التقارير، وأنها بناء على تجربتها كصحفية محققة طوال 36 سنة، متأكدة من حصول جريمة الاغتصاب، فكانت تقاطع أثناء حديثها في كل مرة بأن ذلك مجرد أكاذيب وافتراءات، ولما طالبت بالالتقاء بضحايا جريمة الاغتصاب، رفض طلبها بحجة ضرورة أخذ الإذن من وكيل الملك. كما تضيف الصحفية رايدلي، أن جلستها تلك مع ابن هاشم ومساعديه، ذكرتها بقصة القرود الثلاثة التي لا ترى ولا تتكلم ولا تسمع. في ختام مداخلتها، أكدت الصحفية إيفون رايدلي، أنها راكمت مجموعة من الأدلة التي ستضمنها تقريرها الذي ستضعه بين يدي مجموعة من المنظمات الحقوقية الأوربية، أهمها منظمة العفو الدولية. وفي سؤال حول مدى تجاوب المنظمات الحقوقية مع دعوتها، وما يمكن أن تقدمه لهذا الملف، قالت رايدلي، بأنها ستسعى في أقل الأحوال إلى منع المتورطين في هذه الجريمة، من وضع أقدامهم على الأراضي البريطانية، وضربت أمثلة بقضايا ناجحة رفعت ضد جنود ومسؤولين إسرائيليين، أبرزهم تسيبي ليفني، وكذلك مسؤولين أمريكيين أهمهم دونالد رامسفيلد، مضيفة أن أمريكا وبريطانيا كلفتا المغرب بالقيام بهذا العمل القذر. بعد هذه المداخلة، قدم المحامي الأستاذ مساعف تقريره، ثم أعقبه كل من المنسق الوطني لتنسيقية المعتقلين السابقين، أسامة بوطاهر، وفريد مساعد، اللذان تحدثا عن تجربتهما السجنية وماعاشاه "من أهوال وعذاب"، على حد تعبيرهما. وختم الندوة محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة، الذي قال أنهم بصدد إعداد تقرير مفصل حول التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون.