بعد أزيد من 90 يوما من إضرابه عن الطعام بالسجن المحلي ببني ملال، توفي أول أمس الأربعاء المعتقل "الغازي خلادة" بالمستشفى الجهوي متأثرا بالإضراب الذي خاضه احتجاجا على اعتقاله في ملف قالت عنه عائلته مفبرك. و أوضحت إدارة السجن المحلي ببني ملال، أن "النزيل كان مضربا عن الطعام بسبب القضية المعتقل من أجلها، وقد عملت إدارة المؤسسة على توفير العناية والمراقبة اللازمتين اللتين يتطلبهما وضعه إلى حين إيداعه بالمستشفى الجهوي ببني ملال بتاريخ 29 يوليوز الماضي، وذلك بناء على تعليمات الطبيب المعالج، مشيرة إلى أنها لم "تتكتم عن وضعه الصحي خلال إضرابه عن الطعام كما تم ترويجه، بل أخبرت كل الجهات المعنية وخاصة منها النيابة العامة المختصة وأسرة النزيل، ونقلت هذا الأخير خلال فترة إضرابه عن الطعام عدة مرات إلى المستشفى". وقالت إدارة المؤسسة في بلاغ لها، إنها عملت حين وفاة النزيل "على إخبار عائلته والنيابة العامة قصد إجراء التشريح الطبي وباقي الإجراءات القانونية اللازمة، قبل أن تستنكر عدم تمييز بعض المنابر الإعلامية بين مسؤولية إدارة المؤسسة وقطاع إدارة السجون وإعادة الإدماج عموما، من جهة، والمسؤوليات المنوطة بقطاعات أخرى، من جهة ثانية، مؤكدة أن "إدارة المؤسسة ليست مسؤولة عن وضع النزلاء بالمؤسسات الاستشفائية خلال فترة استشفائهم بها". ومن جانبها حملت عائلة الراحل الغازي خلادة، المسؤولية الكاملة في إزهاق روح ابنها الذي وصفته ب"الشهيد"، للسلطات وإدارة سجن بني ملال، معلنة رفضها تسلم جثمانه في هذه الظروف والشروط، وذلك وفق ما جاء في بلاغ لعائلة الغازي خلادة، الذي أكد على مواصلة النضال لكشف جميع ملابسات ما أسمه ب"جريمة الاغتيال مع تحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات". بلاغ عائلة المتوفى أكد، أن "المعتقل حسن خلادة الأخ الشقيق للراحل مصمم على أن يواصل درب "الشهيد" بالدخول في الإضراب المفتوح عن الطعام داخل السجن المحلي ببني ملال، من أجل إطلاق سراحه فورا وإحقاق الحق". ودعت العائلة ما أسمتهم ب"كل الأحرار" إلى التعبير عن تضامنهم المبدئي والملموس لوضع حد لسياسة التقتيل واستعمال القضاء لشرعنة اغتصاب الحقوق". ومما جاء في البلاغ: "إن عائلة الغازي خلادة تزف بشموخ إلى الشعب المغربي استشهاد ابنها البار يوم 02 غشت 2017 بالمستشفى الجهوي لبني ملال، بعد أن قضى نحبه تحت تأثير الإضراب عن الطعام الذي خاضه لأزيد من 90 يوما (منذ 25/04/2017) في ظل تعذيب نفسي وإهمال كلي وتعتيم شامل وتجاهل من إدارة السجن والنيابة العامة والقضاة والسلطة؛ وذلك على إثر اعتقاله شططا وتعسفا بافتعال ملف مبرك بتهم واهية وظالمة، خدمة لمصلحة أحد الأعيان ذوي النفوذ الذي ترامى على ممر طرقي بدوار آيت شيكر دائرة واويزغت إقليمأزيلال تستعمله العائلة للوصول إلى منزلها منذ سبعينيات القرن الماضي قبل الظهور الطارئ لهذا الملاك المحمي من السلطة". وتابع البلاغ "خاض الشهيد قيد حياته (من مواليد 1982 متزوج وأب لطفلة) ومعه أفراد العائلة اعتصاما مفتوحا بعين المكان لسبعة شهور تخللته إضرابات طعامية، دام أحد هذه الإضرابات 21 يوما ليُنقل على استعجال إلى المركز الصحي لواويزغت لتلقي الإسعافات، كما ولم تفلح جميع الشكايات التي تم رفعها إلى عامل عمالة أزيلال ووكيل الملك بابتدائية أزيلال ووزير العدل…"، مضيفا "ولوضع حد لهذا التعسف والقهر، بل إنه أثناء شروع الشهيد الغازي قيد حياته في خوض الإضراب الثاني عن الطعام قام وكيل الملك بابتدائية أزيلال باعتقاله لمدة أسبوع بدون أية تهمة!! ثم تجدد اعتقاله مرة أخرى يوم 25/04/2017 بأزيلال وإحالته في نفس اليوم إلى السجن المحلي لبني ملال، حيث شرع فورا في دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام". و استرسلت الوثيقة "لم يقف الاضطهاد السلطوي عند هذا الحد، بل إن سادية الانتقام من صمود العائلة دفع بالسلطة إلى اعتقال ابننا حسن خلادة لدى حضوره إلى محكمة الاستئناف ببني ملال قصد تقديم شكاية في الموضوع إلى وكيل الملك يوم 19/05/2017، ليتم الحكم عليه بسنة سجنية نافذة يوم الثلاثاء 01/08/2017، وهو الآن عازم على الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام". جمعية ائتلاف الكرامة لحقوق الإنسان ببني ملال، كشفت أن أسباب وفاة الغازي هو دخوله في "اعتصام من أجل منع الاستيلاء على أرضه ليجد نفسه وأخوه حسن معتقلين بتهمة هدم قنطرة وهي عبارة عن قطعة خشب في أعالي الجبل الوعر لساقية صغيرة تستعمل لسقي الأرض، حيث تم إرغامهما على توقيع محضر معد مسبقا ". و قالت الجمعية في بلاغ لها، إن الغازي خلادة الذي توفي بعد إضراب عن الطعام لمدة ثلاث أشهر لُفّت له تهمة هدم القنطرة، موضحة أن "السبب الحقيقي هو استيلاء شخص ذو نفوذ ومال على أراضي الساكنة بدون وجه حق، ويقوم بتحفيظها بمساعدة السلطات المحلية التي لا تعلق إشعارات التحفيظ بالجماعة القروية أو الإدارات الأخرى". وحسب ذات الوثيقة، فالشخص الذي قالت عنه "ذو نفوذ و مال" قام ليلا بتحفيظ الطريق الذي هو المنفذ الوحيد لأزيد من 40 أسرة، مشيرة إلى أنه حسب شهادة الساكنة يمارس عليهم إرهاب نفسي.