تحولت جلسة انتخاب رئيس مقاطعة لعيايدة بسلا، صباح أمس، إلى مواجهات دامية بين مستشارين من العدالة والتنمية، مدعومين بحزب الأصالة والمعاصرة، ضد أنصار العمدة السابق السنتيسي عن الحركة الشعبية. ووصلت هذه المواجهات إلى حد الاعتداء على مستشار من العدالة والتنمية، الذي سقط أرضا في حالة غيبوبة، قبل أن تحضر سيارة إسعاف لنقله، على وجه السرعة، إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأرسلت السلطة إلى عين المكان تعزيزات أمنية تمثلت في عناصر من الدرك الملكي والقوات المساعدة وعناصر من الشرطة القضائية. واندلعت هذه المواجهات بين أنصار التحالفين عندما تبادل عدد من أعضاء العدالة والتنمية، مدعومين بأعضاء من الأصالة والمعاصرة، السباب بكلام نابٍ مع مستشاري الحركة الشعبية وسط أجواء مشحونة، لتتخذ الأمور منحى تصعيديا تطور إلى اشتباكات بالأيدي تمزقت معها ثياب بعض الحاضرين، قبل أن يقع أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية أرضا في حالة إغماء بعد الاعتداء عليه من طرف محسوبين على الحركة الشعبية. وعرفت مقاطعة لعيايدة، خلافا لعدد من المقاطعات التي جرت فيها صباح أمس عملية انتخاب الرؤساء، حضورا لافتا لعدد من كبار المسؤولين الأمنيين قبل انطلاق عملية التصويت تحسبا لأي انفلات أمني، خاصة بعد الشكاية التي تقدم بها أربعة وكلاء لوائح ضد عمر السنتيسي بتهمة تهريب المستشارين، وهو ما وقع فعلا داخل مقر المقاطعة لحظات قليلة قبل الشروع في الإدلاء بالأصوات. واندلعت هذه المواجهات عندما تأكد التحالف، الذي يتزعمه حزب الهمة والعدالة والتنمية، من أن رئاسة المقاطعة ستؤول إلى التحالف المضاد برئاسة الحركة الشعبية في شخص عمر السنتيسي، الذي يتوفر على الأغلبية. من جهة أخرى، تمكن حزب التراكتور من حسم رئاسة مقاطعة احصاين لصالحه بعد أن حصل مرشحه محمد بنعطية على 25 صوتا مقابل 13 لمنافسه سعيد كمال، عن حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، في حين تم تأجيل انتخاب رئيس مقاطعة لمريسة لعدم اكتمال النصاب القانوني بعد تغيب مستشاري العدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار، وهي الخطوة التي فسرتها مصادر مطلعة بمحاولة قطع الطريق على أحد المرشحين الذين قاموا بتجاوز التحالف، وعقد صفقات جانبية للفوز برئاسة المقاطعة التي تم التوافق على منحها للعدالة والتنمية تنفيذا للاتفاق الذي مهد الطريق للعمدة نور الدين الأزرق. في سياق متصل، ينتظر أن يتم اليوم انتخاب رئيس مقاطعة بطانة على أن يتم غدا الأربعاء الحسم في اسم المرشح لتولي مقاطعة تابريكت، في ظل الحديث عن محاولة العمدة السابق إدريس السنتيسي عقد تحالفات جديدة قد تمكنه من منافسة العدالة والتنمية على رئاسة هذه المقاطعة، وبالتالي العودة إلى الواجهة في إخفاقه في الحفاظ على منصبه كعمدة لمدينة سلا.