(في البداية يتجاهلونك..ثم يسخرون منك..ثم يحاربونك..ثم تنتصر) غاندي أعترف أنني أحسست بفراغ رهيب وأنا أخط هذه الرسالة ، لا لشيء ، إلا لأنني أدرك مسبقا أنها رسالة قد لا تحمل أي جديد ، لكن الباعث من وراء كتابتها كان التزامن الحاصل بين مرور عقد من الحكم وتسلسل القرارات الجائرة التي نتلقاها كفاعلين جمعويين وتواليها مثل الضربات القاضية التي يتلقاها الملاكم في حلبة الملاكمة . إننا والحالة هاته أمام تناقض صارخ بين القمة والقاعدة ، والمنطوق والفعل ، والنظرية والتطبيق ... فبينما تتحدثون عن المنجزات الكبرى والانتقال الديموقراطي ، وهي أمور لها راهنيتها ، نجد أنفسنا إزاء سلطة أخطبوطية تمارس هواية الرفض الغير المبرر وتحترف وضع العصي في عجلة التغيير . ولم يكن دافعنا الأول والأساسي سوى تسليط الضوء على ركن معتم نتمنى أن لا يكون صورة مصغرة عما يجري في الفضاء الكبير . لا يخفى عليك الدور المحوري الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني في تحقيق التنمية المنشودة ، وهو دور رئيسي يمكن تقويته لو سمح لها بالتحرك بعيدا عن أي توجيه أو تأثير غير مرغوب فيه من لدن أولئك الذي يعتبرون أنفسهم فوق القوانين المنظمة لهذا المجال والتي تبقى وحدها من يرسم الإطار العام لأي نشاط جمعوي . إن جمعيتنا تتعرض منذ نشأتها لمسلسل متواصل من الخروقات من قبل باشا المدينة ، وهو ما دفعنا في وقت سابق إلى إصدار بيان تنديدي نددنا فيه بتدخله السافر في تعديل القانون الأساسي للجمعية ، ورفضه التصريح لنا بإقامة أنشطة ذات طابع تربوي واجتماعي ، وكذلك ،رفض استقبال ممثلي هيئات المجتمع المدني ، إلا أن حليمة عادت إلى عادتها القديمة . فها هو ذا يرفض مرة أخرى الترخيص بتنظيم الأيام الثقافية الأولى للمدينة مبديا بذلك إصراره على نسف أي عمل جمعوي جاد ومسؤول . ونتمنى أن لا تكون رسالتنا صرخة في واد وأن تعملوا على تمكين منظمات المجتمع المدني من ممارسة دورها الطلائعي والريادي .ونشير إلا أننا سنظل متمسكين بحقوقنا المشروعة المتضمنة في الدستوروالقانون المغربي . أيها الملك : في وقت نتحدث فيه عن عزوف الشباب عن السياسة ، وعن ضرورة اهتمام الشباب بالشأن المدني ، وهو أمر خصصت لها عشرات الندوات والمحاضرات عبر وسائل الإعلام وغيرها ، يتقدم بعض المحسوبين على السلطة كأوصياء على هذه الجمعيات متحدثين عن ما يجوز وعن ما لا يجوز وكأنهم اللسان الناطق باسم الحقيقة . بينما هم يقدمون صورة محرفة ومشوهة عن مقاصد المهام التي عينوا من أجل القيام بها .طبعا هم هنالك من أجل خدمة المواطنين وقضاء مصالحهم أفرادا ومؤسسات ، لا لعرقلة تحركاتهم وممارسة حق الوصاية عليهم . ولسيادتكم واسع النظر .