أيادي جزائرية تنسج خيوط أحداث مليلية وفي التفاصيل، كشف مصدر من سفارة المغرب بمدريد، تحدث إلى وكالة "أوروبا بريس" الإسبانية، عن تورط الجزائر في الموضوع، بقوله: "الأمر نتيجة التراخي المتعمد على الحدود الجزائرية والتي تركت هؤلاء المهاجرين يأتون جماعات عبر الحدود المغربية صوب مليلية". وأكد المصدر الدبلوماسي من السفارة المغربية في مدريد، على أن "العنف المفرط للمهاجمين واستراتيجية الهجوم تُشير إلى إحساس عالٍ بالتنظيم، والتقدم المخطط له، وهيكل هرمي للقادة المخضرمين والمدربين الذين لديهم ملامح من رجال الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع". وأضف المصدر الدبلوماسي نفسه، والذي لم تسمِّه "أوروبا بريس"، إن "المهاجمين دخلوا المغرب عبر الحدود مع الجزائر مستغلين التراخي المتعمد لهذا البلد في ضبط حدوده مع المغرب"، موردا أن "أفرادا من جنوب الصحراء الكبرى كانوا مسلحين بالعصي والمناجل والحجارة والسكاكين، وهاجموا قوات الأمن المغربية، مما أسفر عن إصابة 140 عنصرا، أحدهم ما زال يرقد في المستشفى". ويرى المصدر ذاته، أن "حادث الجمعة غير مسبوقة بسبب الإستراتيجية التي استخدمها المهاجمون الذين توجهوا بدلاً من السياج باتجاه الممرات الضيقة الأربعة المؤدية إلى معبر الحي الصيني في الناظور". وأشارت الصحيفة ذاتها إلى أن "المغرب قام في السنوات الخمس الماضية بتفكيك 5000 شبكة تهريب للبشر، 256 منها عام 2021 ومائة عام 2022، ومنع 360 ألف محاولة هجرة غير نظامية منذ عام 2017". وتابع المصدر الدبلوماسي ذاته أن "شبكات التهريب هذه تستخدم حيلا شديدة العنف، لا سيما أثناء الهجمات المخطط لها بطريقة شبه عسكرية"، مؤكدا على أن "هناك مهاجمين لهم صفة الميليشيات وجنود سابقون من دول زعزعت استقرارها الحرب والصراع". وخلصت الصحيفة إلى أن "المغرب أكد عزمه على مواصلة حربه التي لا هوادة فيها ضد شبكات الإتجار بالبشر وتعزيز التعاون مع شركائه، محذرا من أن "هذا الوضع لا يمكن أن يكون في قلب الخلافات التي تدعو إلى التشكيك في الإلتزام والجهود التي يبذلها المغرب للتعامل مع ضغوط الهجرة التي تنظمها المافيات". ويأتي هذا، بعدما لقي 23 شخصا يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء، مصرعهم صبيحة يوم الجمعة الماضي، خلال محاولة اقتحام حوالي 2000 مهاجر غير نظامي السياج الفاصل بين مدينتي الناظور ومليلية السليبة، بطريقة جماعية، مُدجَّجين بعِصيٍّ وأسْلحة بيْضاء.