قالت السفارة المغربية بمدريد إن الهجوم على سياج مليلية يوم الجمعة الماضي تم التخطيط له من قبل قادة "متمرسين ومدربين" في مناطق الصراع، دخلوا إلى التراب المغربي من الجزائر بسبب "التراخي المتعمد" في مراقبة الحدود. جاء ذلك في بيان للسفارة المغربية نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، والذي عبر من خلاله التمثيل الدبلوماسي المغربي عن أسفه للدراما الحقيقية التي وقعت بالسياج الحدودي، وخلفت ضحايا. وقالت السفارة إن المهاجمين تصرفوا بعنف شديد، وكانوا مسلحين بالعصي والسكاكين والحجارة، مما أدى إلى إصابة 140 عنصرا من الأمن، لا يزال أحدهم بالمستشفى، في حين تعاملت قوات الأمن باحتراف. وأضاف ذات المصدر أن المهاجمين اختاروا نقطة مختلفة عن المعتاد للقيام بالقفزة (موقع الحي الصيني)، الذي يضم أربعة ممرات ضيقة، وبالتالي فإن "التدفق الهائل للمهاجمين في هذه الممرات الضيقة تسبب في اندفاع كبير". وزاد "العنف الشديد للمهاجمين واستراتيجية الهجوم التي سادت تدل على إحساس عالٍ بالتنظيم، والتقدم المخطط له، وهيكلة هرمية للقادة المدربين، مع ملامح رجال الميليشيات ذوي الخبرة في مناطق النزاع". وتوقفت السفارة المغربية في بيانها على الخطر الشديد والعنف الممارس من شبكات التهريب، مبرزة أن المغرب قام بتفكيك 1300 شبكة من هذا النوع في خمس سنوات و 100 حتى ماي من هذه السنة، فضلا عن إجهاضه لأكثر من 360 ألف محاولة هجرة غير نظامية منذ عام 2017 (63 ألفًا في عام 2021 و 26 ألفًا حتى ماي 2022). وشدد البيان على أن "المغرب سيواصل حربه القاسية ضد شبكات التهريب وسيعزز تعاونه مع شركائه في إطار المسؤولية المشتركة ومساهمته المهمة في الأمن الإقليمي". وأكد أن ما حدث "لا يمكن أن يكون في قلب الخلافات التي تشكك في الالتزام والجهود التي يبذلها المغرب للتعامل مع ضغوط الهجرة التي تنظمها المافيات" والمشاكل التي تعاني منها بلدان الأصل. وأبرز التمثيل الدبلوماسي المغربي بمدريد أن المغرب سيحافظ على ديناميته في إدارة الهجرة مع حماية المهاجرين والضحايا المستضعفين، كما سيعزز سياسته الخاصة بالعودة الطوعية للمهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، مع احترام حقوقهم وكرامتهم وبالتنسيق مع سفارات الدول الأفريقية الشقيقة والصديقة، حسب "إيفي".