، حيث عادت صحيفة فرنسية، إلى مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، معتبرة أن الرباط نجحت في هجوم دبلوماسي بإقناع أبوجا، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من الغاز والأولى في إفريقيا والسابعة عالميا، بأنها الشريك الأكثر موثوقية، وذلك على حساب المشاريع مع الجزائر. وأوضحت صحيفة "Mondafrique"، بأن نيجيريا والمغرب في صدد البحث عن تمويل لمشروع ضخم لأنابيب الغاز يهدف إلى جلب الغاز النيجيري إلى شمال إفريقيا وأوروبا ، وفق وزير النفط النيجيري. فمنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، حظيت احتياطيات الغاز في إفريقيا باهتمام متزايد، حيث يبحث الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص عن بدائل لإمدادات الغاز من روسيا. وقال وزير البترول النيجيري، إن خط الأنابيب سيكون امتدادا لخط الأنابيب الذي ينقل الغاز من جنوبنيجيريا إلى بنين وغانا وتوغو منذ عام 2010. وأضاف الوزير النيجيري: "كان الروس في مكتبي الأسبوع الماضي، وهم حريصون جدا على الاستثمار في هذا المشروع. في الوقت الحالي لم يتم التوصل إلى أي اتفاق بشأن التمويل. هناك الكثير من الاهتمام الدولي لكننا لم نحدد بعد المستثمرين الذين نريد العمل معهم". وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن تصريحات هذا المسؤول النيجيري الكبير، تثير قلقا شديدا لدى الجزائر، لأنها تعني أن المغرب يبني تحالفا متينا مع نيجيريا لتنفيذ مشروع استراتيجي ضخم لمستقبل الغاز الطبيعي في العالم. ومن المرجح جدا أن يتحقق هذا التحالف على حساب مصالح الجزائر، التي تقود المناقشات منذ عام 2002 لمشروع خط أنابيب مماثل يعبر منطقة الساحل من أجل إعادة تصدير الغاز بعد ذلك إلى أوروبا باستخدام البنى التحتية القائمة التي تسمح بإرسال الغاز الجزائري إلى إسبانيا أو إيطاليا. وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه التصريحات الأخيرة للحكومة النيجيرية تظهر أن المشروع "المغربي" يخطو خطوات كبيرة. من ناحية أخرى، توقف مشروع خط أنابيب الغاز الذي يبلغ طوله أربعة آلاف كيلومتر، والذي يسمى خط أنابيب الغاز العابر للصحراء (TSGP) الممتد من نيجيريا إلى الجزائر عبر النيجر. ولا تخفي نيجيريا عدم ثقتها في هذا المشروع بسبب صعوبات التمويل التي تؤثر على الجزء الأول من خط أنابيب Ajaokuta-Kaduna-Kano (AKK) بطول 614 كم. في ذات السياق، قالت الحكومة ، الخميس، إن مشروع خط الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب "يسير في الاتجاه الصحيح". جاء ذلك في تصريح للمتحدث باسم الحكومة مصطفى بايتاس، في ندوة صحافية أعقبت اجتماعا للحكومة. وأضاف بايتاس: "الدراسات المتعلقة بالهندسة في طور الإنجاز"، وأردف: "هناك دراسات جديدة مرتبطة بالأثر البيئي والاجتماعي سيتم إخراجها قريبا". وتابع: "المشروع الاستراتيجي يسير في الاتجاه الصحيح، والذي رسمه العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري". وسيمتد أنبوب الغاز على طول يناهز 5660 كلم، كما تم تحديد كلفته، وسيتم تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجة المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا، خلال ال25 سنة القادمة. ويرجع الاتفاق على إحداث مشروع أنبوب الغاز الرابط بين المغرب ونيجيريا، خلال زيارة الدولة التي قام بها الملك محمد السادس إلى نيجيريا، في دجنبر 2016. وسيمر هذا الأنبوب بكل من بينين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا.