في الوقت الذي ترأس فيه الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء جلسة عمل خصصت لمشروع خط أنابيب الغاز الرابط بين نيجيريا والمغرب، مرورا عبر العديد من بلدان غرب إفريقيا، الثلاثاء الماضي، كان قبلها بساعات نائب الرئيس النيجيري ييمي اوسينباجو يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر تستمر يومين لبحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك وفق ما ذكر بيان للرئاسة الجزائرية. لكن صحيفة الشروق، المقربة من دوائر القرار في الجزائر، كشفت أن لقاء المسؤول النيجيري في الجزائرالعاصمة ناقش هو الآخر المشروع الضخم الخاص بنقل الغاز عبر دول إفريقيا الغربية. الصحيفة اعتبرت أن ملف خط الغاز الذي يربط نيجيريا بشمال القارة الإفريقية ثم أوروبا تحول إلى "لغز اقتصادي" بسبب موقف أبوجا غير الواضح من الملف، ففي الوقت الذي أبرمت فيه اتفاقيات عدة مع الجزائر سابقا في انتظار انطلاق الأشغال، يجري النيجريون مباحثات في المغرب .
ويقضي المشروع بمد خط أنابيب لنقل الغاز من نيجيريا إلى المغرب ومنه إلى أوروبا، مع الاستفادة من أنبوب قائم منذ العام 2010، ويربط بين جنوبنيجيريا ودول بنين وتوغو وغانا. ووفق المعلومات المنشورة عن المشروع، فإن مساره سيكون على طول أربعة آلاف كيلومتر، وسيمر عبر بنين وتوغو وغانا وساحل العاج وليبيريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. وفي الجزائر، أعلن نائب الرئيس النيجيري ييمي أوسينباجو عقب استقباله من قبل الرئيس بوتفليقة مساء الثلاثاء، أن بلاده متمسكة بالمشروع المسمى خط أنابيب الغاز العابر للصحراء والذي يربط البلدين ". وأكدت وكالة الأنباء النيجيرية، أن الملف كان ضمن جدول أعمال هذه الزيارة، بشكل طرح تساؤلات حول ما يحدث بشأن المشروع وسط شح المعلومات الرسمية. وفي الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن نيجيريا تلعب على الحبلين المغربي والجزائري اعتبر الباحث في معهد الدراسات الإفريقية الموساوي العجلاوي في تصريح ل"الأيام24" أن "نيجيريا تحاول طمأنة الدولة الجزائرية، بخصوص أنبوب نقل الغاز من نيجيريا إلى المغرب الذي سيكسر الأهداف الاستراتيجية للجزائر"، على حد قوله .
وحول توقيت الزيارة التي جاءت قبيل جلسة العمل التي ترأسها الملك في المغرب، اعتبر العجلاوي أن"وصول الغاز النيجيري للمغرب ومنه إلى أوربا، هو نوع من لعبة الاستراتيجيات، وانتقال الغاز إلى أوربا سيخلق منافسة قوية للغاز الجزائري ويخلق مفاوضات مع أوربا التي يمكن أن تلعب بهذه الورقة مع روسيا، التي تصدر الغاز لأوربا لذلك تسعى نيجيريا لطمأنة الجزائر. موضحا في هذا السياق أن جلسة العمل التي ترأسها الملك تأكيد على أن المغرب ماض في المشروع الذي يبتغي إدماج كل دول غرب إفريقيا التي سيخترقها الأنبوب وستستفيد منه على مستوى التنمية المحلية."