كشفت مجلة "جون أفريك" الناطقة بالفرنسية أن عمار سعداني، رئيس البرلمان الجزائري الأسبق لجأ إلى المغرب بعد هروبه من القضاء الجزائري الذي اتهمه بعدة تهم. وأوضحت المجلة ذائعة الصيت نسبة إلى مصدرها عشية اليوم الثلاثاء، أن سعداني الذي تولى أيضا منصب الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، والبالغ من العمر 71 سنة، يعيش تحت حماية الأجهزة الأمنية المغربية. وأضاف ذات المصدر أن سعداني لا يريد الإعلان عن لجوئه للمغرب لأن الأمر سيستفز النظام الجزائري، كما أنه يفضل عدم الظهور في وسائل الإعلام أو الحديث عن الأوضاع في الجزائر. وأكد المصدر ل "جون أفريك" وفق "آشكاين"، أن المعني بالأمر "يتمتع بحرية التحرك في المغرب، إلا أنه حريص على عدم لفت الأنظار إليه". ويقول خصوم عمار سعداني إنه كان "طبالاً" في فرقة الفنان البدوي الشهير عبدالله المناعي، قبل أن ينخرط في صفوف حزب جبهة التحرير ويتدرّج في مختلف قسماته ومحافظاته إلى أن وصل إلى أعلى منصب فيه، وهو الأمين العام للحزب سنة 2013، كما أنه تولى منصب رئيس البرلمان من 2002 إلى 2007. بعد وصول سعداني إلى أمانة أقدم وأعرق أحزاب الجزائر في غشت 2013 تلقى رسالة تهنئة من طرف قائد أركان الجيش الجزائري؛ الفريق أحمد قايد صالح، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في البلاد لا سيما أنها كانت سابقة في الجزائر. التهنئة التي وصلت سعداني غيّرت مساره السياسي، بحيث أصبح أهم رجل في الجزائر في ظل غياب الرئيس بوتفليقة وقتها عن البلاد بسبب تعرضه لجلطة دماغية، كما أنه أصبح بمثابة الناطق باسم المؤسسة العسكرية وواجهتها السياسية في الفترة الممتدة ما بين 2013 و2016. وقاد عمار سعداني حرباً بالوكالة على خصوم المؤسسة العسكرية، وأبرزهم قائد جهاز المخابرات وقتها الفريق محمد مدين المعروف باسم توفيق، الذي كان يرفض مواصلة بوتفليقة الحكم بعد مرضه وراح يحضر لإجراء رئاسيات مسبقة. وبات عمار سعداني لا يفوّت أي فرصة للهجوم على قائد جهاز المخابرات في كل ندواته الصحفية، وذهب إلى درجة اتهامه بالعمالة لفرنسا، إذ وصفه برأس حربة ضباط فرنسا في الجزائر.