يبدو أن السلطات الاسبانية ما تزال تتهرب من الاعتراف بمسؤوليتها في استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية على أراضيها بهوية مزورة، وما تزال تبحث عن ذرائع من أجل غض الطرف عن السبب الحقيقي في توتر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب. في هذا الاطار، كشفت صحيفة "لاراثون" الإسبانية، أنه في الوقت الراهن لا يبدو أن السلطات الإسبانية مستعدة للاعتذار للمغرب جراء استقبال أحد أعدائه على التراب الاسبانية من أجل العلاج، مشيرة إلى أنه لا يظهر في الافق ما من شأنه أن يطوي الخلافات الواقعة بين المملكتين المغربية والاسبانية. وأوضح المصدر ذاته، أنه بالرغم من عودة الشرطة المغربية إلى إغلاق حدود مدينة سبتة بإحكام وعودة الهدوء الحذر إلى المنطقة، إلا أن الغضب في الرباط بلغ أقصى حد، مشددا على أنه ليس هناك ما يشير إلى استرضاء في الأفق، خاصة أن سلطات الرباط لم تعد تثق في الحكومة الائتلافية الاسبانية، كما أن دعم حزب بوديموس للصحراويين الانفصاليين يوتر العلاقة بين البلدين. وخلصت الصحيفة المذكورة، إلى أن المواقف التي صرح بها بعض الوزراء وكتاب الرأي المغاربة في الساعات الأخيرة، تشير إلى أن الأزمة المغربية الاسبانية ستستمر، خاصة وأن سلطات الرباط أقدمت على سحب سفيرتها لدى إسبانيا؛ كريمة بنيعيش. تبعا لما سبق، يبدو أن الأزمة السياسية بين المغرب وإسبانيا يمكن أن توثر على الجانب الاقتصادي، حيث أطلق نشطاء مغاربة حملة مقاطعة للمنتجات والخدمات الإسبانية الموجهة للسوق المغربية، معتبرين أن هذه الخطوة "بمثابة رد على الاستفزازات الإسبانية، باستقبالها لزعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي". ونشر مجموعة من النشطاء عبر صفحاتهم وحساباتهم الفيسبوكية مجموعة من المواد والعلامات التجارية الإسبانية، داعين إلى مقاطعتها بشكل نهائي في ظل الأزمة الحالية بين المغرب وإسبانيا. (المصدر: كشك 24)