أطلق نشطاء وحقوقيون دعوات لتنظيم وقفة أمام سفارة ليبيا في المغرب، مساء غد الخميس، احتجاجا على المأساة الإنسانية، التي يعيشها المهاجرون المحتجزون على الأراضي الليبية، بعد ظهور مقاطع فيديو توثق "بيعهم" في مشهد أقرب إلى "سوق نخاسة". ومنذ تحول خط هجرة الشباب المغاربة من السواحل الشمالية للمغرب، إلى ليبيا نحو إيطاليا، تحول وصول أزيد من 200 شاب مغربي إلى الفردوس الأوربي إلى كابوس، بعدما وجدوا أنفسهم، إما في مراكز الاحتجاز الليبية الخاصة بالمهاجرين السريين، في انتظار ترحيلهم، وإعادتهم إلى أوطانهم الأصلية، أو بين أيدي ميليشات مسلحة، في بلد، تحت خط النار، منذ سقوط رئيسه معمر القذافي. وأعلن الداعون إلى هذه الوقفة أنهم اختاروا عدم الوقوف صمتا تجاه ما يقع في ليبيا، ورفعوا بصوت واحد شعار "لا للعبودية"، فيما أعلنت كل من مديرة الأخبار في القناة الثانية، سميرة سيطايل، وياسمين خياط، ومهدي عليوة، وعدد من الأسماء البارزة في مجال الإعلام والدفاع عن حقوق الإنسان، استعدادها للوقوف، غدا الخميس، أمام السفارة الليبية. وتأتي هذه الدعوة بعد إعلان عائلات المغاربة المحتجزين في ليبيا، عزمها تصعيد احتجاجاتها ضد وزارة الخارجية المغربية، للضغط عليها من أجل التدخل لدى السلطات الليبية لإنقاذ مغاربة، يقدر عددهم بأزيد من 260 شخصا. وكانت الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قد أكدت، الأسبوع الماضي، إشرافها عن قرب على وضعية المغاربة العالقين في ليبيا، منبهة إلى أنها تشتغل بجدية كبيرة، وبتكامل تام مع كافة المؤسسات الأخرى المعنية بهذا الملف، قصد إنجاح عملية ترحيلهم إلى أرض الوطن، في ظروف تحفظ سلامتهم. يذكر أن المغرب سبق له أن تدخل في ليبيا، لترحيل 190 مغربيا، قبل أشهر قليلة، عبر طائرتين خاصتين، استأجرتهما وزارة الهجرة خصيصا لإنهاء مأساة مواطنيها العالقين في الأراضي الليبية.