أصبح الموسم الفلاحي الحالي مهددا بشبح الجفاف بعد التأخر الملحوظ في التساقطات المطرية بمختلف مناطق المغرب، زيادة على تراجع مستويات المياه الجوفية بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة الماضية. وبحسب مهنيي القطاع، فإن زراعة الحبوب على الأخص قد دخلت مرحلة حرجة مع التأخر الحاصل في تساقط الأمطار هذه السنة بالمقارنة مع السنة الماضية، حيث تحتاج هذه الزراعة إلى فترة أدناها 95 يوما تفصل بين فترة الزرع وبين اكتمال نموها. حمو التاقي، رئيس اتحاد الشاوية للتعاونيات الفلاحية، قال في حديث ل "اليوم 24" بأن تأخر الأمطار قبل الأسبوع الأول من شهر دجنبر المقبل سيجعل زراعة الحبوب أمرا غير مجدي، حتى لو سجلت تساقطات مطرية بعد ذلك، على اعتبار أن ما تحتاجه الحبوب من ظروف مناخية ترافق النمو إلى غاية موسم الحصاد. كما اعتبر المتحدث أن استعمال السقي في زراعة الحبوب باستخدام المياه الجوفية، أمرا غير ممكن لاعتبارين أولهما أن عددا كبيرا من الآبار خصوصا في منطقة الشاوية تراجعت مستويات المياه فيها وبعضها جف تماما. أما الأمر الثاني فهو "الجدوى الإقتصادية" لهذه الزراعة باستعمال السقي، خصوصا مع التكاليف المرتفعة التي يتطلبها حفر الآبار وسحب المياه، وهو ما لاتتحمله إلا المنتوجات الفلاحية التي تحقق هامشا كبيرا من الربح. وإذا كان تأثير تأخر التساقطات على الحبوب أمرا مؤجلا ولو لأيام، فإن تأثيرها على إنتاج الخضر قد أصبح أمرا واضحا بشكل جلي خصوصا مع الارتفاع المسجل في أسعار البصل والطماطم والجزر وغيرها. فبخلاف السنوات الماضية، حيث كان الفلاحون يزاوجون بين الاستفادة من مياه الأمطار وبين السقي، أصبحوا يعتمدون حاليا على السقي بشكل كلي، ما يزيد من تكاليف الإنتاج، ويؤثر بشكل مباشر في أسعارها في الأسواق.