أعادت الأمطار التي شهدتها البلاد بداية الأسبوع الجاري، الأمل في موسم فلاحي جيد. وتأتي هذه الأمطار، بعد فترة مهمة من انحباس السماء وسيادة موجة الصقيع التي تعطل نمو النباتات الخريفية، مما شكل هاجسا كبيرا للمزارعين والفلاحين في جل المناطق، الذين رأوا في استمرار هذا الوضع، تهديدا للموسم الفلاحي، وبالتالي خسارة فادحة على مستوى التكاليف الباهظة التي تحملوها من أجل خدمة الأرض . ومن شأن تهاطل الأمطار في الأسبوعين المقبلين، وبشكل يتوافق مع حاجيات الأرض لهذه المادة الحيوية، أن يدفع بنمو النباتات الخريفية ويعزز من جودتها، لا سيما، وأن الأراضي الزراعية في أغلب المناطق التي عرفت هطول الأمطار خلال هذا الموسم الفلاحي، ما تزال تحتفظ بخصوبتها ولا تحتاج إلا للقليل من الماء من أجل بلوغ الهدف وتحقيق محصول يتماشى ورغبات المزارعين. ويأمل الفلاحون بالمناطق التي يعتمد اقتصادها على الزراعة خصوصا البورية، في أن تبدد الأمطار المتوقعة في القادم من الأيام بأرجاء المملكة، مخاوفهم بشأن أسعار الأعلاف التي ترتفع مع انحباس الأمطار، خصوصا وأن أغلبهم تراكمت عليهم الديون المرتبطة بشراء الأعلاف للماشية ومياه الري التي يستعملونها في إنتاج المحاصيل من الزراعة الخريفية ومن ثمة ضمان التسوق كل أسبوع. إلا أنه، من شأن تأخر الأمطار لمدة عشرين يوما، أن يزيد الوضع تأزما في بعض المناطق، كجهة الغرب مثلا، حيث إن الفلاحين يشتكون من تراكم الديون المتعلقة بمياه الري وكذا الأسعار المتواضعة التي يبيعون بها محاصيلهم. كما يشتكون أيضا، من الأسعار التي يحددها المصنع لاقتناء محاصيلهم من الأرز، ويأملون في إعادة هيكلة نظام السقي من أجل تمكينه من التحول إلى زراعات أخرى تحقق ربحا أكثر. وإن كانت الوضعية الحالية للزراعات بجل المناطق الفلاحية، لا تبعث على القلق، إلا أن أكثر المخاوف التي تؤرق المزارعين تتعلق بموجة البرد القارس التي إن استمرت قد تعرقل نمو النباتات الخريفية وتساعد في انكماش التربة مما قد يضر بجودة المحاصيل ويضعفها. كما أن خطورة تأخر التساقطات المطرية، تزيد بالمناطق الفلاحية التي تغيب فيها الإجراءات المواكبة المتمثلة في تعبئة مياه السدود من أجل سقي الأراضي الفلاحية.