مراسل أسيف من فلسطين يا لطيف جفاف لم يسبق له مثيل" هذا ما بدأ كامل أبو صلاح مزارع من مدينة طولكرم حديثه، وتابع القول بتحسر و بكلمات تكاد أن تخرج من فمه " لم ازرع هذا الموسم أي شيء يذكر من البقوليات والحبوب والقمح بسبب انحباس الإمطار وزيادة الجفاف، فلم اعمل على حراثة ارضي ولا حتى بتنظيفها من الحجارة والأشواك، لأن الحال لا يبشر بالخير ولا يعد بإمطار تكفل موسم زراعي ناجح".
والحال لا يختلف كثيرا عند أبو امجد من مدينة طولكرم فيقول" لن ازرع هذا العام وسوف ابحث عن عمل جديد بدلا من الزراعة، فأنا املك 5 دونمات زراعية تشكل مصدر رزق أساسي لي ولعائلتي المكونة من ستة أفراد، فهذه السنة أشد السنوات جفافا وقسوة بالمحصول الزراعي، فندرة الأمطار والجفاف الشديد تعمل على إيجاد بيئة مناسبة للحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية".
ويتابع أبو امجد حديثه" حتى وإن هطل أمطار هذا الشهر فإنه لن يعوض عن ما نقص من الشهر الفائت، فشهر تشرين الثاني يشكل كمية كبيرة للامطار للمزارع الفلسطيني، ولتهيئة التربة للزراعة والاستفادة من المواد العضوية التي تحتويها التربة، ولإنبات المراعي التي تشكل مصدر رئيس لغذاء الثروة الحيوانية، مما يضع المزارع الفلسطيني في مأزق يصعب الخروج منه".
ويتحدث صدقي ناصر من مدينة طولكرم "أنا املك بستان لأشجار الحمضيات، التي تحتاج بدورها إلى كمية كبيرة من أمطار الشتاء، لاستكمال دورة حياتها السنوية من نمو ونضج الثمار، ففي كل عام اعمل على تصدير الحمضيات إلى المدن الأخرى مثل نابلس وجنين أما هذه السنة اقتصرت على سوق مدينة طولكرم لضعف وقلة الإنتاج بسبب الجفاف وانحباس الأمطار" ويكمل حديثه" اعمل على ري البستان من خلال ماتور مياه لألبي حاجه الأشجار من المياه، ولأنقذ البستان من الجفاف وضمور الثمار، مما اضطر إلى رفع الأسعار عند البيع لأعوض سعر المياه، وهذا يشكل عائد سلبي لان المواطن ليس لديه القدرة على الشراء بسعر ثقيل على جيبته".
ومن جانبه، تحدث المهندس الزراعي عباس ابو بكر يعمل في الإغاثة الزراعية الاسلامية ومشروع تأهيل الأراضي الزراعية في طولكرم"إن انحباس الأمطار يؤثر على الموسم الزراعي ومنسوب المياه الجوفية، ويعمل على إلحاق أضرار بالزراعة المروية والبعلية ويؤثر على الحمضيات بشكل ملحوظ ، ويؤثر على ورقة الشجرة التي تعد المطبخ في النباتات، المسئولة عن تكوين المواد اللازمة للنمو ومن ضمنها المياه التي تعد مفقودة في مثل هذه الأيام ". ويضيف المهندس أبو بكر" قبل سنتين شهدت المنطقة انحباس مثيل للأمطار ولكن الفرق في هذا العام زيادة نسبة الجفاف وتأخر كثير للأمطار، وهذا يعمل على زيادة التخوف في المنطقة لأنه إذا لم تهطل الأمطار في هذا الشهر فسوف يعمل على نقص الزراعة المروية من قمح وشعير وبقوليات، مما يؤدي إلى استيرادها من الخارج مما يعمل على زيادة أسعارها". ويكمل"هذا بدوره يؤثر على الثروة الحيوانية بشكل سلبي، لأن الحيوانات تتغذى بشكل رئيس على الشعير والكرسنة والحنطة وغيرها من الحبوب، ويؤثر على قطاع الصناعة الذي يشكل 15% من الاقتصاد الفلسطيني، مما يعمل على زيادة الفقر والبطالة في المجتمع الفلسطيني"
ويختم المهندس عباس ابو بكر" حتى لو هطلت كميات من الأمطار في هذا الشهر فإن احتمالات فشل الموسم الزراعي تبقى واردة، بسبب عدم زراعة بعض المزارعين لأراضيهم وبسبب الجفاف الحاد التي تشهده المنطقة و عدم تعويض وزارة الزراعة للمزارعين".