بدأ الألمان، صباح اليوم الأحد، التصويت في انتخابات وطنية، من المرجح أن تؤدي إلى فوز المستشارة أنجيلا ميركل بولاية رابعة، وهي نتيجة لم تتكرر كثيرا في تاريخ ألمانيا. وقد تسفر الانتخابات، أيضا، عن دخول حزب يميني متطرف إلى البرلمان الألماني للمرة الأولى، منذ أكثر من نصف قرن. وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب ميركل المحافظ، سيبقى التكتل الأكبر في البرلمان، لكن انقسام المشهد السياسي الألماني ربما يجعل من تشكيل ميركل لتحالف حاكم أمرا أصعب من ذي قبل. ولم يحسم ثلث الألمان أمرهم في الفترة، التي سبقت الانتخابات، بينما حثت ميركل، ومنافسها الرئيسي مارتن شولتس، الذي ينتمي إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي، الناخبين، يوم أمس السبت، على الإدلاء بأصواتهم. وقالت ميركل، البالغة من العمر 63 سنة، في برلين، قبل توجهها شمالا إلى دائرتها الانتخابية لإجراء جولة أخيرة من حملتها الانتخابية: "نريد أن ندعم الحافز لديكم حتى يكون بإمكاننا الوصول إلى عدد أكبر بكثير من الناس". وفي انتخابات إقليمية، العام الماضي، عانى حزب ميركل، المحافظ، من انتكاسات لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، الذي استفاد من استياء العامة من قرار ميركل عام 2015 بترك الحدود الألمانية مفتوحة أمام أكثر من مليون مهاجر. وجعلت هذه الانتكاسات ميركل، وهي ابنة قس نشأت في ألمانيا الشرقية الشيوعية، تفكر في عدم الترشح لولاية جديدة. لكن، بعد أن باتت مسألة المهاجرين تحت السيطرة هذا العام، عادت ميركل مجددا لتطلق حملة انتخابية ضخمة تقدم فيها نفسها ركيزة للاستقرار في عالم مضطرب. واستمرت ميركل في حملتها، بينما تبدو أكثر سعادة، وهي تجدد قناعاتها، التي تلخصت بتعهدها بتجهيز اقتصاد البلاد بالأدوات اللازمة، وما يتوافق مع العصر الرقمي، والخروج من أزمة المهاجرين في البلاد، ودفاعها عن نظام غربي، هزه فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في نونبر الماضي. تشعر ميركل وشولتس بالقلق من أن ضعف الإقبال على التصويت، ربما يصب في مصلحة الأحزاب الصغيرة الأخرى، لا سيما حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي من المتوقع أن يدخل البرلمان للمرة الأولى في تاريخه. وأظهر استطلاع رأي، أجراه معهد "آي.إن.إس.أيه"، ونشرته صحيفة "بيلد"، يوم أمس، تراجعا في تأييد الناخبين لحزب ميركل المحافظ، الذي انخفض نقطتين مئويتين ليصل إلى 34 في المائة، بينما انخفض تأييد الحزب الديمقراطي الاشتراكي نقطة مائوية واحدة ليصل إلى 21 في المائة، ويتشارك الحزبان في الوقت الحالي في "تحالف كبير". ويظهر الاستطلاع تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة نقطتين مائويتين، لتصل نسبة تأييده إلى 13 في المائة، مما يجعله في طريقه ليصبح ثالث أكبر أحزاب البلاد. وستنضم ميركل في حال فوزها بولاية رابعة إلى اثنين فقط من المستشارين، الذين أتوا بعد الحرب، وفازا بأربعة انتخابات وطنية، وهما هيلموت كول، معلم ميركل الراحل، الذي وحد ألمانيا، وكونراد أديناور، مهندس إعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية.