كما كان متوقعا، ساد الحزن والكآبة على أجواء عيد الأضحى في مدينة الحسيمة هذه السنة، فلا حديث هناك سوى عن المعتقلين، والأمل الوحيد الذي كان يلوح في الأفق، وانطفأت شعلته بمجرد إعلان لائحة العفو الملكي بمناسبة عيد الأضحى، والتي لم تشمل أسماء معتقلي الريف. بلكنة ريفية متقطعة من خلف السماعة، تصمت قليلا ثم تعود للحديث عن أجواء العيد في بيتها، هدى السكاكي، الزوجة الشابة للمعتقل لحبيب الحنودي، الأب لثلاثة أطفال، زينب وعفاف ومحمد، والذي رحل زوجها للسجن المحلي عين السبع في مدينة الدارالبيضاء. تقول هدى السكاكي، في اتصال مع "اليوم 24" إن "بيتها، ومنذ الساعات الأولى، من صباح اليوم الجمعة، يعيش جوا من الحزن، فالأطفال لم يتوقفوا عن السؤال عن مصير والدهم، فلم يعتادوا على أن يكون في الأعياد غائبا، وخصوصا في عيد الأضحى". وأعربت المتحدثة عن الأمل الكبير الذي كان لدى أسرتها، وأسر جميع المعتقلين على خلفية حراك الريف، من الاستفادة من العفو الملكي خلال عيد الأضحى، باعتبار هذه الشعيرة عظيمة دينيا واجتماعيا، قائلة "مني داز عيد لكبير ما خرجوش الي داروها هي هاديك". وكشفت زوجة المعتقل لحبيب الحنودي للموقع أن عائلات المعتقلين قرروا جمع مساهمة 50 درهم للعائلة وشراء خروف لإحدى السيدات المعوزات في المدينة، "لكي لا نسمع أن عائلات المعتقلين قاطعوا شعيرة عيد الأضحى"، تقول السكاكي. أجواء الحزن في يوم الفرح لم تكن حبيسة بيت المعتقل لحبيب الحنودي فقط، بل عائلة زعيم الحراك، ناصر الزفزافي رفعت أيضا شعار "ما معيدينش"، خصوصا أن الأسرة تمر بظروف صعبة، فبالإضافة إلى اعتقال ناصر تعاني الأم من مرض السرطان، أجرت بسببه عملية جراحية، منتصف الأسبوع الماضي. واعتبر أحمد الزفزافي، والد "أيقونة حراك الريف"، في حديثه مع "اليوم 24" أن فرحة عيد الأضحى تمت مصادرتها من عائلات المعتقلين، ومن كل شرفاء الشعب المغربي"، مضيفا أن "العيد غائبا في الحسيمة بأكملها، وعند عائلات المعتقلين بشكل خاص، الذين قرروا مقاطعة هذه المناسبة الدينية، بسبب الظلم الذي تعرض له أبنائهم". وإن كانت عائلتي الزفزافي والحنودي قررتا مقاطعة شعائر عيد الأضحى، فإن عائلة المعتقل يوسف الحديوي، أحد أبرز قادة الحراك لم تخالف رأي الأغلبية، إذ قال فريد الحديوي، أخ المعتقل. في تصريح ل"اليوم 24″ إن زوجة يوسف الحديوي قررت رفقة أطفالها عدم الاحتفال بعيد الأضحى، باعتبار أن زوجها هو المعيل المادي والمعنوي للأسرة. الزفزافي، والحنودي، والحديوي، وأحمجيق، والأبلق، وجلول، وغيرها من عائلات العشرات من معتقلي حراك الريف في سجني الحسيمةوالدارالبيضاء، اتخذوا قرار مقاطعة عيد الأضحى فنفذوه، فالفرح لن يكون مكتملا وأصوات أبنائهم مكلومة من وراء القضبان.