اصيب سكان الريف والهيئات الحقوقية بخيبة امل من خلو قائمة وزارة العدل والحريات المتعلقة بالأشخاص المستفيدين من العفو الملكي بمناسبة ثورة الملك والشعب و عيد الشباب، من أسماء معتقلي حراك الريف. واعلنت عائلات بعض المعتقلين مقاطعتها لشعيرة عيد الاضحى، تضامناً مع أبنائها الذين سيقضون هذه السنة عيدهم بعيداً عن أسرهم الصغيرة و داخل أسوار السجن و في الزنازن. وأعلنت عائلة المعتقل، نبيل أحمجيق القابع بسجن عكاشة: أنها تقاطع شعيرة عيد الأضحى تحت شعار: «لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان»، فيما أعلنت عائلة المعتقلة السابقة، سيليا الزياني، في تدوينة لها، على صفحتها الرسمية: أنها ستقاطع هي الأخرى شعيرة عيد الأضحى تضامنا مع عائلات المعتقلين. وقال محمد أحمجيق، أخ المعتقل نبيل أحمجيق، الملقب ب"دينامو الحراك"، في تدوينة على فيسبوك: "تعلن عائلة المعتقل السياسي نبيل أحمجيق القابع بسجن عكاشة أنها تقاطع شعيرة عيد الأضحى تحت شعار: "لا عيد لنا ومعتقلنا وراء القضبان ". وكتبت المعتقلة السابقة على خلفية الحراك، الناشطة البارزة فيه، الفنانة سليمة الزياني (سيليا): ان عائلتها هي الأخرى قررت مقاطعة شعيرة العيد تضامنا مع المعتقلين وقالت: «والدي امحند زياني يعلن تضامنه مع عائلات المعتقلين السياسيين الأبرياء على خلفية الحراك الشعبي بالريف» وأضافت: «لن يحس بهم (عائلات المعتقلين) إلا من جرب الإحساس». وقالت أسرة المعتقل محمد الهاني: انها عازمة على عدم شراء أضحية عيد الأضحى وتعتبر يوم العيد يوما جعله الله لدخول الفرحة، التي تفتقدتها أسر الريف بعد اعتقال فلذات أكبادها، «لا عيد لنا من دون إطلاق سراح معتقلي الحراك الشعبي الريفي جميعا، وإن أية خطوة من جانبنا لنحر كبش العيد هي بمثابة نحر معتقلنا محمد الهاني الذي تولى هذا العمل منذ وفاة رب الأسرة، ونحر معتقلينا كلهم». وأعلنت أسرة المعتقل الريفي ربيع الأبلق، قبل أسابيع، مقاطعة شعيرة الأضحى بمبرر وجود ابنها في السجن بعيدا عن أسرته كما اعانت عائلة جواد بلعالي مقاطعة الشعيرة. وقالت نوال بنعيسى القائدة الميدانية للحراك: انها وأسرتها قرروا مقاطعة شعيرة عيد الأضحى هذه السنة تضامنا مع «عائلات معتقلينا في السجون» واضافت «أتأسف لأطفالي الصغار الذين اعتادوا على فرحة هذه الشعيرة الدينية ولكننا في بلاد الظلم، تقتل الفرحة في قلوبنا فشخصيا لا أستطيع أن أفرح أو أمثل الفرح وأنا قلبي يحترق على إخواني الأبرياء في سجون العار». وقالت: «إن العائلات اللواتي قررن مقاطعة شعائر عيد الأضحى لا تفرض على أحد أن يقاطع ولا تدعوا أحدا للمقاطعة، إنما هم أعلنوا عما يحسون، وهذا ليس محاربة لشعائر دينية فالكثيرون سيتهجمون ويطلقون سمومهم فلتفهموا ببساطة أن هناك من يرفض أية فرحة من دون فلذة كبده، وهناك أيضا من لا يملك ما سيشتري، فببساطة من كان يعيلهم قد سجنته دولة الحق والقانون. وأتمنى أن تفهموا أن كل شخص حر فيما يراه مادام عيد الأضحى سنة مؤكدة وليست فريضة بل سنة لمن يملك ثمنه وكفاكم من الاستحمار، فسنويا هناك نسبة من المغاربة المسلمين لا يحتفلون ليس مقاطعة للعيد بل فقرا لا يملكون ثمنا للعيد ». وذهب أحمد الزفزافي، والد متزعم الحراك "ناصر الزفزافي" عكس ما أعلنته بعض العائلات، وأكد أنه لا يستطيع مقاطعة عيد الأضحى. وقال أحمد الزفزافي ''هناك من سرق منا فرحة العيد، ونحن لن نقاطعه لان العيد لا يقاطع؛ حقا إن الحزن يملؤ بيوتنا لكن عيد الأضحى لا أستطيع مقاطعته‘‘. وقال المحامي عبد لصادق البوشتاوي، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي الريف، بعد خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب، وتمحور حول دور المغرب في القارة الافريقية: إن ''كل الأفارقة الأحرار داخل أفريقيا وخارجها يطالبون بإطلاق سراح إخوانهم الأفارقة‘‘، في إشارة منه إلى معتقلي حراك الريف وأضاف: ان ''هناك معتقلين من منطقة الريف في شمال أفريقيا تم اعتقالهم ظلما وعدوانا أُهينوا وعذبوا وحررت لهم محاضر أرغموا على التوقيع عليها من دون الاطلاع على مضمونها‘‘. وختم، هؤلاء ''حرموا من حقوقهم القانونية المشروعة لا ذنب لهم سوى أنهم احتجوا بشكل سلمي على حرمانهم وتهميش منطقتهم مدة تزيد على نصف قرن من طرف المغرب الدولة الأفريقية منهم من حوكم عليه في الحسيمة ومنهم من ينتظر دوره في المحاكمة في الدار البيضاء‘‘.