تصوير: رزقو مع اقتراب موعد عيد الأضحى، يجد المواطن المغربي نفسه أمام تحدي اختيار الأضحية المناسبة، ففئة تختار اللجوء إلى الأسواق الكبيرة في البوادي وضواحي المدن، بينما تفضل فيه فئة أخرى الاكتفاء بالمنتوج المعروض في محلات بيع الأكباش، التي تملأ دروب المدن. الجودة، والسعر، ونظرة المجتمع، ثالوث يقض مضجع المواطن المغربي، الذي يحرص في بحثه عن أضحية العيد، على سلامتها أولا، وتوفر شروط السنة فيها، بينما يبقى هاجس السعر حاضرا، نظرا إلى اختلاف القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة إلى حضور هاجس التباهي بين الأسر. وعلى عكس السائد، تفضل أغلب الأسر المغربية شراء أضحية كبيرة، إلا أن بنمبارك فنيري، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماعز، قال في تصريحه ل"اليوم 24″، إنه كلما كان حجم أضحية العيد صغيرا، كانت جودة اللحم مرتفعة، على الرغم من ارتفاع الطلب على الأكباش الكبيرة. وعن العرض والطلب في سوق الأغنام، قال رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام، والماعز إن الوفرة في السوق تجعل المواطن أمام خيارات متعددة، من ناحية نوع الأضحية، بالإضافة إلى السعر، فالمستهلك يمكنه أن يجد خروفا يتماشى مع قدرته الشرائية. وأضاف المتحدث نفسه أن الوعي بمسألة اختيار الأضحية الصغيرة الحجم أصبح يعرف انتشارا في المجتمع المغربي، وحتى العائلات الميسورة، التي كانت تفضل شراء كبش كبير أصبحت تختار اليوم شراء كبشين صغيرين أو أكثر. وبلغ متوسط سعر كبش عيد الأضحى، حسب ما أكده فنيري، وعاينه "اليوم 24" من محلات البيع في منطقة درب السلطان، 2500 درهم، فيما حددت الأضاحي الأقل سعرا في 1800 درهم، والأغلى سعرا في 4000 درهم. وطمأن بنمبارك المستهلك المغربي بأن الأغنام الموجودة في الأسواق المغربية حددت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات معايير جودتها، إذ استغنت عن تلك التي لا تتوفر فيها شروط الأضحية. وعن الفرق بين الأضحية الكبيرة والصغيرة الحجم، قال فنيري إن "لحم الأضحية الصغيرة مرتفع الجودة، ولا يتوفر نسبة كبيرة من الشحوم، كما أنه سريع الطهي، على عكس لحم الكبش الكبير، الذي يعرف ارتفاع نسبة الكوليسترول، ويحتاج وقتا طويلا لطهيه". من جهته، اعتبر السكنفل، رئيس المجلس العلمي لعمالة الصخيراتتمارة، في تصريحه ل"اليووم 24″ أن من أهم شروط أضحية العيد أن تكون من الأغنام، وبلوغها السن المحدد شرعا، وسلامتها من العيوب العور، والعمياء، التي لا ترى، والجرب المفسد للحمها، والعرج، الذي يمنعها من المشي السليم، والمرض الذي يقعدها عن الرعي. بالإضافة إلى ذلك، تحرم أضحية العيد، التي بها جرح مؤثر في صحتها، والهزال المزيل للمخ، والتي في أحشائها مخلوق آخر حتى يزول عنها خطر عسر الولادة، والمصابة إصابة قد تقتلها كالخنق، أو السقوط من مكان عال، والعاجزة عن المشي لعاهة ما فيها، والتي فقدت إحدى أطرافها، أو كلها.