على بعد ثلاثة أيام من حلول عيد الأضحى، وصل ثمن الكيلوغرام الواحد من خرفان الأضحية (حية)، إلى 48 درهما بالنسبة لنوع السردي، واستقر ثمن الكيلوغرام من نوع البركي في 43 درهما. أضحية العيد متوفرة والأسعار مناسبة في حالة عدم تدخل الوسطاء. ومن المتوقع، حسب تجار أضاحي، التقتهم "المغربية"، أن يزيد الإقبال على شراء أضاحي العيد خلال الأيام القليلة المقبلة، نظرا لتأخر الموظفين في تسلم أجورهم. وعاشت محلات بيع الغنم بالدارالبيضاء، خلال الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الجاري، حالة من الترقب والركود، لضعف الإقبال، الذي أعاده البعض إلى وفرة قطيع الغنم، وتطمينات وزارة الفلاحة والصيد البحري، التي أفادت، في بلاغ لها، أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى يفوق الطلب، إذ يقدر العرض بحوالي 6.9 ملايين رأس، مقابل 5.1 ملايين رأس. من جهة أخرى، تراوح ثمن الكبش الواحد الذي يباع "معاينة"، كما يقال بين تجار الأضحية، بين 1800، و2200، و2600، إلى 5 آلاف درهم، حسب النوع، والوزن، والجودة، والصنف، وسن الأضحية. وقال الإبراهيمي، وهو كساب وبائع أكباش في "سوق إفريقيا"، بعمالة مقاطعات ابن مسيك بالدارالبيضاء، إن الأضاحي متوفرة بكثرة هذه السنة، لكن الثمن منخفض. وأضاف "مقارنة مع الأيام الماضية، زاد الإقبال ابتداء من مساء الثلاثاء، ومن المتوقع أن يرتفع الإقبال انطلاقا، من (اليوم) الأربعاء، لأن عددا كبيرا من الموظفين سيتسلمون أجورهم، وهذا ما قد يلهب الأثمان". وحول أثمنة الأسواق الأسبوعية والموسمية، مقارنة بالأسوق النموذجية والمحلات التجارية المنتشرة في الأحياء السكنية، صرح عدد من الباعة أن الأسعار تختلف بشكل جذري في الأسواق عن المحلات، إذ غالبا ما تكون الأثمان مرتفعة في المحلات التجارية والأسواق النموذجية، ويصل الفرق أحيانا إلى ما بين مائة درهم و500 درهم في الأضحية. وقال سعيد الرحموني، بائع أغنام في أحد المحلات التجارية بالحي المحمدي، إن "الأثمنة مناسبة جدا، لكن القدرة الشرائية للمواطنين تختلف حسب دخل كل واحد". وأضاف "اشترينا هذا القطيع ب2500 درهم للرأس، وإذا أضفنا مصاريف النقل والعلف وواجبات كراء المحل، فإن هذا يفرض علينا بيعها ب3000 درهم للرأس، في أحسن الأحوال، للحفاظ على هامش من الربح". وبدأت وتيرة اقتناء الأضحية تزداد منذ مساء الاثنين الماضي، ومن المنتظر أن تصل ذروتها يومي الخميس والجمعة، إذ أن غالبية المواطنين، الذين ولجوا الأسوق طيلة الأيام الماضية لجس نبض الأثمنة، فضلوا شراء كبش العيد من مختلف الأسواق الأسبوعية بضواحي مدينة الدارالبيضاء، كل حسب قدرته الشرائية. وقالت حليمة، امرأة في العقد الثالث من عمرها، إنها تفضل شراء الأضحية من الكساب مباشرة، لأن "الثمن يكون منخفظا إذا قورن بالأثمنة المحددة من قبل التجار وسط المدن". وأضافت "أمضيت ثلاثة أيام أسال وأبحث عن الأثمنة المناسبة، واستقصيت الثمن عند الكساب، وعند الباعة الموسميين، فوجدت الفرق شاسعا، لهذا قررت شراء أضحيتي من لدن مربي الغنم". لكن الملاحظ هذه السنة، حسب تجار الغنم، أن الإقبال زاد بشكل لافت على الأبقار، ولجأ عدد مهم من المواطنين إلى الاشتراك في عجول، خوفا من الإصابة بأمراض مرتبطة بأكل لحم الغنم، الغني بالدهون. يذكر أن وزارة الفلاحة أكدت أن الوضعية الصحية لقطيع الأغنام والماعز عادية، على العموم، في جميع مناطق المملكة، وذلك راجع، خصوصا، إلى الإجراءات التي اتخذتها الوزارة، عبر إنجاز حملات تلقيحية ضد أهم الأمراض المعدية للماشية. ومكنت هذه الحملات، خلال هذه السنة، من تلقيح حوالي 23 مليون رأس من الأغنام على الصعيد الوطني، وحوالي 500 ألف رأس من الأغنام ضد مرض الجذري، وحوالي 40 ألف رأس من الأغنام ضد مرض اللسان الأزرق.