انخفاض ملحوظ في أسعار أضاحي العيد في الأسواق هذا العام مقارنة بالعام الماضي، دفع المهنيين إلى حث الناس على شرائها مبكرا دون انتظار اليومين الأخيرين، كما يفعل الكثيرون عادة، ترقبا لتهاوي أثمنتها. بنمبارك فنيري، رئيس الجمعية الوطنية لمربيي الأغنام والماعز، قال، في تصريح ل«اليوم24»، إن أثمان الأكباش تهاوت بنسب تتراوح ما بين 10 و20 في المائة، مقارنة بالأسعار التي بيعت بها الأضاحي في العام الماضي، موضحا أن هذا الانخفاض في الأثمنة يشمل جميع مناطق البلاد، مقدما، على سبيل المثال، سعر كبش «الصردي» الذي بيع العام الفائت ب52 درهما للكيلوغرام الواحد، فيما يباع في الوقت الحالي بثمن يتراوح بين 40 و48 درهما للكيلوغرام الواحد. وشدد فنيري على أن المواطنين الذين كانوا في السنوات الماضية يترقبون انخفاضا في الأسعار في ال48 ساعة الأخيرة قبل يوم عيد الأضحى سيغامرون بميزانياتهم لأنهم «سيفوتون فرصة شراء أضحية بثمن منخفض الآن، فيما لا يمكن توقع ما سيحصل في اليومين الأخيرين قبل العيد»، في تلميح منه إلى الأساليب التي يلجأ إليها المضاربون لرفع الأسعار. ويعزى الانخفاض الكبير في أسعار أضاحي العيد هذا العام إلى وفرة العرض، فقد أعلنت وزارة الفلاحة والصيد والبحري أن العرض المرتقب من الأغنام والماعز لعيد الأضحى يصل إلى حوالي 9 ملايين رأس، لكن فنيري يرى أن الأرقام الموجودة عندهم تشير إلى أن العرض قد لا يتعدى 8 ملايين رأس، لكنه سيكون كافيا لتلبية الطلب المقدر ب5.5 ملايين رأس. ويضم القطيع الوطني من الماعز والأغنام 25,47 مليون رأس (19,87 مليون رأس من الأغنام و5,6 ملايين رأس من الماعز)، وبمقدوره أن يوفر 9 ملايين رأس لأضحية العيد، منها 5,14 ملايين رأس من الأكباش، و1,5 مليون من إناث الأغنام، و2,11 مليون رأس من الماعز. ويغطي هذا العرض، حسب وزارة الفلاحة، بشكل واسع مليون الطلب المتوقع الذي يقدر ب5,43 ملايين رأس، منها 4,9 ملايين رأس من الأغنام، و530 ألف رأس من الماعز. وقدمت وزارة الفلاحة تطمينات بخصوص الجوانب الصحية للقطيع، وقالت إن حالتها «جيدة»، وهو ما يؤكده مربو الغنم أنفسهم، ويقول بنمبارك: «إن كل المؤشرات جيدة هذا العام بخصوص أضاحي العيد، وحالتها الصحية جيدة، حيث إن فحوصا أجريت على عينات واسعة في مناطق عدة، أظهرت أن القطيع المعروض في الأسواق في حالة جيدة». وتعود وفرة العرض أيضا إلى الظروف المناخية الإيجابية التي ميزت الموسم الفلاحي 2016-2017، والتي مكنت من تحسين أداء القطيع، من خلال نسبة ولادة وصلت إلى 92 في المائة، ونسبة وفيات لا تتجاوز 3 في المائة، وقد أشارت وزارة الفلاحة، من جانبها، إلى أن وفرة موارد الأعلاف والحبوب كانت لها آثار إيجابية في تخفيض أسعار أغذية الماشية في السوق الوطني. وتتخذ السلطات إجراءات واسعة لمتابعة تزويد الأسواق بالأضاحي ومراقبة أسعارها، خاصة في المحلات التجارية الكبرى، والأسواق القروية، ونقط البيع الرئيسة في المدن، والوقوف على الحالة الصحية للقطيع من طرف المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.