أمام النجاح الدبلوماسي الذي تحققه الزيارة الملكية إلى إفريقيا، سيمر المغرب إلى مرحلة أخرى من مراحل تعزيز حضوره في منطقة الساحل من خلال المشاركة في المناورات العسكرية التي ستعرفها نيجيريا وستكون بإشراف أمريكي وتعتبر هذه المشاركة الأولى من نوعها للمغرب في هذه المناورات إلى جانب الجيش الجزائري. وسيشارك الجيش المغربي إلى غاية 9 مارس الجري في الدورة التاسعة لمناورات "فلينتلوك" التي تتم في نيجيريا ويؤطرها الجيش الأمريكي، هذه الناورات تعرف مشاركة أكثر من ألف جندي قادمين من أكثر من 20 دولة إفريقية إضافة إلى كندا والولايات المتحدةالأمريكية. ولأول مرة سيشارك الجيش المغرب في هذه المناورات العسكرية ذلك أن مشاركته في الدورات السابقة كانت تقتصر على الملاحظة، تأتي هذه المشاركة في ظل تعزيز الحضور المغربي في منطقة الساحل وأيضا بعد أن أصبح له دور محوري في مسألة الأمن في منطقة الساحل. ومن خلال مشاركته الفعلية في هذه المناورات "فلينتلوك 2014" فإن الحضور العسكري في منطقة الساحل سينتقل من الدعم اللوجستيكي والوساطة الدبلوماسية إلى التدخل العسكري في قضية الأمن في منطقة الساحل، وتهدف هذه المناورات التي تعتبر الأكبر في إفريقيا إلى تطوير قدرات الدول الإفريقية على مواجهة العصابات الإرهابية في منطقة الساحل. المناورات العسكرية التي ستجري على الأراضي النيجيرية ستجمع بين عناصر الجيش المغربي والجيش الجزائري لكن تحت قيادة أمريكية على الرغم من أن المنافسة بين البلدين على أشدها من أجل بسط سيطرتها على منطقة الساحل. وللإشارة فإن هذه ليست المرة الأولى التي يشارك فيها الجيش المغربي إلى جانب الجيش الجزائري في مناورات عسكرية حيث يشارك عناصر من الجيشين في المناورات العسكرية البحرية "فوينكس إكسبريس" التي تنظمها البحرية الأمريكية في السواحل المتوسطية.