كلّف مكتب فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب لجنة من أعضائه، وهما يوسف غربي ومحمد يتيم، لإعداد تقرير مفصل حول توجه وقرار وزير التربية الوطنية، رشيد بلمختار، لتعميم «البكالوريا الدولية الفرنسية» بالتعليم العمومي، ابتداء من السنة الدراسية المقبلة. فريق الحزب الحاكم أبدى توجسا من قرار الوزير بلمختار، الذي يُنظر إليه على أنه رجل فرانكفوني يدافع عن اللغة والثقافة الفرنسيتين، في الوقت الذي تساءل مسؤولو نواب الفريق، لماذا لا تكون هذه البكالوريا باللغة الإنجليزية التي هي لغة العلوم والتكنولوجيا في العالم اليوم. يوسف غربي، أستاذ سابق بالبعثة الفرنسية وعضو مكتب الفريق، قال ل «أخبار اليوم»، إن الفصل الخامس من الدستور يتحدث عن اللغتين العربية ثم الأمازيغية بوصفهما لغتين رسميتين، لكنه يدعو إلى «الانفتاح على اللغات الأكثر تداولا»، وبحسب غربي، فإن «لغة العلوم والصناعة اليوم هي اللغة الإنجليزية». أعضاء مكتب الفريق الذي يرأسه عبد الله بوانو أثاروا الموضوع من عدة زوايا: أولها، قضية السياسة اللغوية وفقا للتوجهات الدستورية، التي تستدعي بلورة تصور حولها في أقرب وقت ممكن، حتى لا «يبقى هناك فراغ يستغله ذو النفوذ والجهات التي تتحرك بدافع إيديولوجي صرف». أما الزاوية الثانية، فهي آثار البكالوريا الدولية على مستقبل البكالوريا المغربية الوطنية، وآثارها كذلك على متابعة الدراسة الجامعية للطلبة المغاربة الحاملين لها في الجامعات الفرنسية والدولية، ومدى ملاءمة مضامينها مع الحصص القانونية الحالية المنظمة لامتحانات نيل شهادة الباكالوريا والمذكرات ذات الصلة. وكانت البكالوريا الدولية قد أحدثت على عهد الوزير السابق، محمد الوفا، لكنها اقتصرت على ست نيابات تعليمية هي: الرباط والدار البيضاء والجديدة وأكادير ومراكش وطنجة، بيد أن الوزير الحالي أراد تعميمها على كل النيابات التعليمية، وذلك في مذكرة وجهها أخيرا إلى مدراء الأكاديميات. والملفت للنظر، أن هذا أول قرار سياسي للوزير الحالي منذ تعيينه وزيرا في حكومة بنكيران الثانية. المراسلة التي بعثها بلمختار إلى مدراء الأكاديميات، تدعو إلى إحداث أقسام خاصة بالجذوع المشتركة العلمية والأدبية، على أساس أنها ستشكل ما يسمى ب «البكالوريا المغربية الدولية» في أفق المواسم الدراسية 2013-2014 و2014-2015 و2015-2016، لكن المراسلة نفسها لا تتحدث عن موقع التعليم الخصوصي في هذا الموضوع. وكان الوزير بلمختار قد وقع مع نظيره الفرنسي فانسون بيون، بداية الأسبوع الماضي، اتفاقية تنص على إحداث «بكالوريا مغربية دولية»، بدعم تقني فرنسي، يتمثل في تكوين المدرسين وإعداد البرامج والمناهج، ستقدمه المراكز الثقافية الفرنسية المنتشرة في التراب الوطني، وعددها 11، بحكم خبرتها في هذا المجال، خاصة وأنها تُوفر لتلامذتها الاختيار بين شعبة «البكالوريا الفرنسية الدولية» وشعب أخرى.