عاش الريف، أمس السبت، ليلة استثنائية، إذ اندلعت مواجهات بين القوات العمومية، والمحتجين في أكثر من مكان في الوقت نفسه، كمدينتي إمزورن، والدريوش. مواجهات فمصافحة! على الرغم من أن المواجهة بين المحتجين، المتضامنين مع معتقلي الريف، والقوات العمومية، في مدينة إمزورن، كانت عنيفة، إلا أنها انتهت بشكل مثير للغاية، حسب مصادر مطابقة، إذ بعد أكثر من ساعتين من التراشق بالحجارة، تبادل الطرفان التحية. وقال مصدر محلي ل"اليوم24″ إن عددا من المحتجين، بعدما طلب منهم رجال القوات العمومية إيقاف المواجهة، توجهوا نحوهم وصافحوهم، دون الخوف من الاعتقال "على الرغم من أن أحدهم كان يصيح في وجه أحد المحتجين لثنيه على الاقتراب من الأمن، إلا أنه توجه نحوهم، وصافحهم، وغادر إلى حال سبيله رفقة أصدقائه"، يضيف المتحدث نفسه. وبحسب المصدر ذاته، فإنه، إلى حدود صباح اليوم الأحد، لم يتضح بعد ما إذا كان هناك معتقلون، أوقفوا على خلفية احتجاجات، أمس السبت. الدريوش تخرج عن المألوف! لم تعهد مدينة الدريوش الصدام بين القوات العمومية، والمحتجين، إذ نادرا ما سجل في هذه المدينة، التي اختيرت عاصمة للإقليم، الذي أحدث بموجب التقسيم الإداري الأخير للمملكة، مواجهات مع القوات العمومية، غير أن احتجاجات العشرات من المواطنين، الذين دعتهم اللجنة المحلية للحراك الشعبي إلى الخروج تضامنا مع معتقلي الريف، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع القوات العمومية. ومباشرة بعد تدخل القوات العمومية لفض الوقفة، التي نظمها المحتجون بالقرب من العمالة في الشارع الرئيسي بالمدينة، تحول الوضع إلى تراشق بالحجارة بين الطرفين. الحسيمة تفريق مستمر! الوضع في الحسيمة كان مختلفا عن أول أمس الجمعة، إذ شهد محاولة اعتقال قائد الحراك، ناصر الزفزافي، وهي المحاولة، التي تلتها مباشرة مواجهات بين القوات العمومية، والمحتجين، الذين تم اعتقال العشرات منهم. وحاول المئات من المواطنين، أمس السبت، بلوغ ساحة محمد السادس بالتجمع أولا في شارع طارق بن زياد المؤدي إليها، غير أن العشرات من القوات العمومية تدخلت، وفرقت المحتجين. ولم "يستسلم" المحتجون، وتوجهوا نحو حي سيدي عابد، أكبر الأحياء الشعبية في المدينة، وهناك حاولوا تنظيم مسيرة احتجاجية، غير أن القوات العمومية لحقت بهم إلى غاية الحي المذكور. ومن المرتقب أن تحيل المصالح الأمينة، اليوم الأحد، عددا من الموقوفين على خلفية أحداث، أول أمس، على أنظار النيابة العامة في الحسيمة، بعد إنتهاء مدة الحراسة النظرية.