عاشت منطقة الريف وبالأخص الحسيمة، الليلة الأولى من شهر رمضان في حالة استثنائية، بعد خروج تظاهرات في عدة مناطق مباشرة بعد صلاة التراويح تنديداً بالاعتقالات التي طالت نشطاء الحراك بالحسيمة و"الحصار" الأمني المفروض على هذه الأخيرة، وهي التظاهرات التي جوبهت بعضها بالعنف من قبل القوات العمومية مما أفضى الى نشوب مواجهات عنيفة. ووضعت في هذه الأثناء المواجهات العنيفة بامزورن أوزارها، بعد ساعات "ساخنة" عاشتها المدينة، حيث تدخلت القوات العمومية لفض مسيرة احتجاجية كانت قد انطلقت من مركز امزورن، بعد انتهاء صلاة التراويح، تنديداً بالاعتقالات والقمع، مما تسبب في تحول المسيرة التي كانت قد رفعت شعار "السلمية" الى مواجهات عنيفة، شملت عدد من الأحياء. واستعمل المحتجون في هذه المواجهات الحجارة والقنينات الزجاجية، فيما وظّفت القوات العمومية الحجارة اضافة الى خراطيم المياه التي قذفت بها شاحنة الشرطة المحتجين لتفريقهم، علاوة على استخدام القنابل المسيلة للدموع، مما تسبب في حالات اختناق وسط المتظاهرين، كما تسرب دخان القنابل الى عدة منازل حسب مصادر متطابقة من عين المكان. وفي مدينة بني بوعياش حاول مجموعة من المحتجين تنظيم تظاهرة في حي السكن الشعبي، إلا أن القوات العمومية تدخلت في وقت قياسي لفضها، حيث طاردت المتظاهرين في الشوارع، ومنعت أي تجمع للأفراد، مما تسبب في اندلاع مواجهات في احدى ضواحي المدينة، حيث سارعت السلطات الأمنية الى تعزيز تواجدها هناك وسط تراشق بالحجارة بين المحتجين وعناصر الأمن. وأمام المركب التجاري لبني بوعياش، اعتقلت قوات التدخل السريع، شاب قاصر لأسباب غير معروفة مع تعرضيه للعنف وفق ما أكده شهود عيان، فيما منعت القوات ذاتها أي تجمع يفوق ثلاثة أشخاص في الساحة الجديدة وسط المدينة. مدينة الحسيمة بدورها كانت الأجواء فيها غير عادية، حيث خرجت تظاهرات تنديدية من عدة أحياء حاولت القوات العمومية فضها، مما تسبب في سقوط جرحى، حيث جرى نقل بعض الحالات الى المستشفى الاقليمي محمد الخامس. وفي مدينة الدريوش اندلعت مواجهات بين المئات من المحتجين والقوات العمومية التي تدخلت لفض تظاهرة احتجاجية خرجت بعد صلاة التراويح تضامناً مع معتقلي الحراك بالحسيمة، ووفق مصادر متطابقة فان المواجهات أسفرت عن اصابات في صفوف المحتجين مع تسجيل حالات اعتقال لم يُعرف عددها لحدود اللحظة. هذا وشهدت عدة مناطق أخرى بالريف احتجاجات ليلية، دون أن تتدخل القوات العمومية لفضها، كما هو الحال في كل من تمسمان و ميضار والعروي وتماسينت وأجدير وآيث حذيفة وتلايوسف وازمورن والرواضي، فيما خرجت تظاهرات طلابية تضامنية بكل من مرتيل ووجدة.