مشروع ضخم يتم تمويله في إطار شراكة بين المغرب وألمانيا، من المنتظر أن يخفف من معاناة سكان الجماعات الترابية المحيطة بمدينة مراكش من مشكل ندرة مياه الشرب، فقد حدّد المكتب الوطني للماء الصالح للشرب الخميس 18 ماي الجاري كآخر أجل لتلقي عروض المشاركة من طرف المقاولات المتنافسة على الفوز بصفقة طلب العروض عدد 12/2017، المتعلقة بإنجاز الشطر الثاني من أشغال تزويد مدينتي أمزميز وإمنتانوت، بضواحي مدينة مراكش، بالماء الصالح للشرب، انطلاقا من سد "أبي العباس السبتي" (تسكورت)، الواقع بالجماعة القروية "أسيف المال" بإقليم شيشاوة، وهو المشروع الذي تتجاوز تكلفته المالية 7 ملايير و200 مليون سنتيم، ويتم تمويله بدعم من طرف "البنك الألماني للتنمية". وستمتد قنوات الماء الصالح للشرب، المقرر جلبها من سد "أبي العباس السبتي"، على طول 79 كيلو مترا، كما يشمل المشروع بناء خزانات، ومحطة لمعالجة وضخ المياه، وتمديد خطوط الكهرباء، فضلا عن إنجاز نظام للتسيير الآلي. ورغم أن الجماعات المحلية بضواحي مراكش، تقع بعضها على سفوح جبال الأطلس الكبير، فإن ساكنتها تعاني من خصاص حاد في الماء الصالح للشرب، خاصة في فصل الصيف، الذي لا يتزود خلاله سكان بعض هذه الجماعات، كحالة الجماعة الحضرية "أمزميز"، من هذه المادة الحيوية سوى لساعات قليلة، قبل أن تنقطع ويضطر السكان اللجوء إلى استعمال مياه الآبار غير المعالجة. هذا، ويدخل هذا المشروع في إطار توفير الماء الصالح للشرب بالجماعات المجاورة لمراكش، والذي كان انطلق، قبل أكثر من ثلاث سنوات، حين أشرف الملك محمد السادس، يوم الاثنين 27 يناير من سنة 2014، على تدشين سد "أبي العباس السبتي"، المنجز على وادي "أسيف المال"، أحد روافد نهر تانسيفت، بغلاف مالي وصل إلى 74 مليار سنتيم، وقيامه تزامنا مع ذلك بزيارة مختلف أوراش مشروع الإعداد الهيدرو- فلاحي للدائرة السقوية "أسيف المال"، الواقعة بمحاذاة السد المذكور، والذي رصدت له اعتمادات مالية تجاوزت 20 مليار سنتيم، وهو المشروع الذي يهدف، فضلا عن تطوير أنظمة الإنتاج الفلاحي، إلى دعم تزويد مدن شيشاوة وإيمنتانوت وأمزميز، والمراكز والدواوير المجاورة لها، بالماء الصالح للشرب، وحماية المناطق والبنيات التحتية الواقعة في سفح سد "أبي العباس السبتي" من الفيضانات.