كما كان متوقعا، أعلن نزار بركة، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رسميا ترشحه للأمانة العامة لحزب الاستقلال. بركة الذي كان يتحدث في برنامج "في قفص الاتهام"، الذي بث أمس الجمعة بإذاعة "ميد راديو"، قال إنه مستعد لقيادة الحزب "إذا جرى اختياره من لدن أعضاء حزبه"، معتبرا القول بأنه مفروض على الحزب "سبة"، لأنه "لا يمكن فرض أي أحد على حزب الاستقلال". وبرز اسم بركة بشكل مفاجئ، كمرشح لقيادة حزب الاستقلال منذ حوالي شهر عندما نشر مقالة يدعو فيها إلى القيام بإصلاحات كبيرة داخل حزب الاستقلال. غير أن أنه لم يعلن عن ترشحه بشكل رسمي، سوى بعد الاتفاق الذي جرى بين الأطراف المتنازعة داخل حزب الاستقلال لتعديل وتغيير بنود القانون الأساسي التي تحرم أعضاء في وضعيات مثل تلك التي يوجد فيها بركة من الترشح لقيادة الحزب. عادل بنحمزة، الناطق الرسمي باسم الحزب، قال في تصريح ل"اليوم 24″، إن بركة "إن قرر المضي في ترشحه، فإنه سيجد نفسه في مواجهة حميد شباط كمرشح لولاية ثانية على قيادة الحزب"، وشدد على أن "شباط مرشح في المؤتمر المقبل، وعلى الذين يرغبون في الترشح أن يضعوا هذا الأمر في الحسبان، وألا يحاولوا التلاعب بأعضاء الحزب بترويج أشياء غير حقيقية مثل عدم ترشح شباط أو تنازله عن ذلك". مشيرا إلى أن بركة كان من بين طلائع القياديين الذين وافقوا خلال المؤتمر السابق، على إدراج المادة 54 في القانون الأساسي للحزب التي تشترط أن يكون أي مرشح للأمانة العامة للحزب عضوا في آخر لجنة تنفيذية للحزب. وبركة في الوقت الحالي ليس عضوا في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال. ويعزم حزب الاستقلال على تغيير المادة 54 قُبيل المؤتمر كي يسمح للأشخاص الذين لا تتوفر فيهم شروط الترشح، بأن يقدموا ترشيحاتهم للأمانة العامة للحزب، وفي هذا الصدد يقول بنحمزة "إن المناقشات التي جرت حول هذا الموضوع، انتهت إلى القبول بتعديل المادة 54 كي لا يقال إن قيادة الحزب أقصت أحدا من الترشح، وكي لا تدع الفرصة قائمة لبروز معارك جانبية". موضحا أن على بركة أن "يفسر في بادئ الأمر لأعضاء الحزب، لماذا كان من مؤيدي المادة 54 في المؤتمر السابق، واليوم أصبح يعارضها بعدما غاب عن الحزب لأربع سنوات". ويقود بركة حملة لدعم ترشحيه في الجهات، تجري أطوارها غالبا، في بيوتات خاصة، وحتى الآن، أقام اجتماعات في تطوان وطنجة ومراكش وآسفي والجديدة. ويركز بركة على جهة الشمال لأنه كان منسقها الجهوي لولايتين متتاليتين، لكن الاجتماعات التي حضرها هناك كانت موضع انتقادات كبيرة من لدن قيادة الحزب، خصوصا اجتماع تطوان الذي حضر فيه أعضاء ترشحوا وفازوا باسم أحزاب أخرى.