من المفترض أن يعلن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، عن الأحزاب التي ستشكل الأغلبية الحكومية مساء اليوم السبت، أو بداية الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، فيما ستنطلق مشاورات توزيع الحقائب الأسبوع المقبل. وعلم "اليوم 24" من مصادر مطلعة، أن العثماني أجرى اتصالات، بعيدا عن الأنظار يوم الأربعاء الماضي، مع زعماء أحزاب التجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي، وكون تصوره بخصوص تشكيل أغلبيته، قبل أن يعقد اجتماع الأمانة العامة الخميس 23 مارس للحصول على الدعم. إلى ذلك، حرص العثماني بعد اجتماع الأمانة العامة الإشراف شخصيا على صياغة بلاغ الأمانة العامة، الذي شدد على دعم الأمانة العامة له لتشكيل حكومة قوية تحظى بالدعم الملكي، ولوحظ أن البلاغ خلا من الإشارة إلى ما سبق أن حددته الأمانة العامة والمجلس الوطني، من "مراعاة المقتضيات الدستورية والإرادة الشعبية المعبر عنها في الانتخابات التشريعية الماضية"، في تشكيل الحكومة. العثماني حصل على دعم مطلق من حزبه دون أي "فيتو" على مشاركة الاتحاد الاشتراكي. للإشارة تشرف لجنة يرأسها سعد الدين العثماني، وتضم كل من مصطفى الرميد، ومحمد يتيم، ولحسن الداودي، على المفاوضات التي تتم بعيدا عن الأنظار، وسيكون على العثماني أن يعود إلى الأمانة العامة فقط، عندما يتفق مع الأحزاب المعنية بالأغلبية. من جانب آخر لم يخل اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي عقد، أول أمس، من خلافات بخصوص موضوع دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للحكومة. سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المعين، لم يكشف لقيادة الحزب عن نواياه، لكنه دافع عن ضرورة تشكيل الحكومة بسرعة، في حين برزت أصوات تطالب بالتمسك باستبعاد الاتحاد سيرا على نهج بنكيران، واحتراما لنتائج اقتراع 7 أكتوبر. أما عبدالإله بنكيران، الأمين العام، فاختار ألا يعبر عن موقف يخص عقدة الاتحاد الاشتراكي. بالنسبة إليه، فإن مرحلته انتهت فيما يخص الحكومة، ولهذا فهو يريد دعم العثماني لتشكيل حكومته. ورغم أنه هو الأمين العام، فإنه اختار ألا يساهم في صياغة بلاغ الأمانة العامة، بل غادر الاجتماع قبل صياغته، بعدما تم الاتفاق بالإجماع على دعم العثماني. الرسالة التي فهمها عدد من قيادات الحزب من تلميحات العثماني، هي أن مشاركة الاتحاد تبقى "واردة"، وهو ما يعني أنه ووجه بالأطروحة نفسها التي ووجه بها بنكيران، وهي أنه "لا حكومة بدون اتحاد". مصادر كشفت أن سعد الدين العثماني واصل مشاوراته بعيدا عن الأنظار، بخلاف الطريقة التي اعتمدها بنكيران، الذي اختار المفاوضات تحت الأضواء الكاشفة. فيما سيواصل العثماني نهاية هذا الأسبوع لقاءاته من أجل الإسراع في الإعلان عن أغلبيته الحكومية. وبخصوص تكليف لجنة تضم الرميد ويتيم والداودي لمرافقة العثماني، قال مصدر مطلع، إن اللجنة مهمتها هي دعم العثماني، ومساعدته، وتتبع أطوار المشاورات، ولا تتدخل في اتخاذ القرار، الذي يعود إلى رئيس الحكومة. وفي انتظار الإعلان، رسميا، عن أحزاب الأغلبية، فإن "البيجيدي" يخشى من معركة أخرى تستهدف إبعاده عن الحقائب الوزارية المهمة.