استنفرت السلطات العمومية، التابعة لمقاطعة حي "البساتين" في مكناس، زوال أمس الإثنين، عناصرها، ومعها عدد كبير من أعوان السلطة "الشيوخ والمقدمين"، لمنع انتشار "الفراشة" والباعة المتجولين في الساحة العمومية المقابلة لمدرسة "الليمون" الابتدائية. وحسب مصادر "اليوم24″، فإن ممثلي السلطة المحلية شرعوا، ومنذ ساعات مبكرة، في إجلاء أصحاب العربات المجرورة، ومنع "الفراشة" والباعة الجائلين من احتلال الساحة العمومية، والتنبيه لضرورة احترام توجيهات السلطات المحلية، أو تحمل المسؤولية كاملة. وأضافت المصادر أن مسؤول الدائرة المحلية، الذي كان مرفوقا بعدد كبير من أعوان السلطة و"المخازنية"، جاب الشارع الرئيسي لحي "البساتين"، ووجه تعليمات صارمة لأعوانه، حيث ظل يردد " هاذ الشي ميبقاش هنا". في سياق متصل، تجمهر العشرات من الباعة المتجولين و"الفراشة"، في مكان مجاور لسيارة القوات العمومية، وشرعوا في توجيه اللوم والعتاب للسلطات عينها، التي قالوا إنها سبب المشاكل التي يتخبطون فيها، لأنها سمحت لهم على مدى سنوات بافتراش الساحة والأرصفة، في الوقت الذي تطاردهم اليوم، وتدفعهم نحو الضياع والتشرد، يقول أحد الفراشة. وفي الوقت الذي تشن سلطات المدينة "حربها" على الفراشة"، يتساءل عدد كبير منهم عن مآل الوعود التي أطلقها رئيس المجلس الجماعي، عبد الله بوانو، الذي أكد، في أول دورة من دورات المجلس الجماعي، تعهده بضرورة إيجاد حل جذري لفئة "الفراشة" والباعة المتجولين، التي قال إنها تشكل قاعدة كبيرة، تضم بينها العشرات من حاملي الشهادات المعطلين، لكن حسب ما آلت إليه أوضاع المدينة، فإن تنزيل مشروع إدماج وإيواء "الفراشة" ما زال لم يجد طريقه الصحيح بعد.