استنفر المئات من الباعة المتجولين و"الفراشة" بعدد من الأحياء السكنية في مكناس، سلطات المدينة ومنتخبيها، بعد "إغراقهم" للشوارع والساحات العمومية، خاصة ساحة "الهديم" الأثرية، التي تحولت لما يشبه سوقاً شعبياً أسبوعياً، يتردد عليه "الفراشة" من كل أرجاء العاصمة الإسماعيلية. رجال القوات العمومية وأعوان السلطة المحلية تفرقوا في أرجاء الساحات العمومية، ومنعوا الباعة المتجولين و"الفراشة" من "احتلال" الأرض، بعدما ركنوا سيارات "الدولة" وسط الساحات، قبل أن يزحف التجار و"الفراشة" دقائق بعد مغادرة رجال وأعوان السلطة مواقعها، لتعم الفوضى، التي حولت الأرصفة ومداخل العمارات إلى أماكن لعرض مختلف أنواع السلع، وهذا ما يحدث في الساحة المجاورة لمدرسة "الليمون" في حي البساتين، حيث تحول الشارع الكبير لفضاء تجاري مفتوح. الباعة المتجولون كان لهم رأي في الموضوع، وقالوا في تصريحات متفرقة ل"اليوم24″، إن مشكل ال"الفراشة" ينبغي حله بطرق ووسائل بديلة، وليس عبر استنفار القوات العمومية، ومحاصرة الساحات والأماكن التي تعد مصدر رزق المئات من الأسر، التي تكد في سبيل توفير لقمة عيش "حلال"، متسائلين كيف سمحت السلطات لهم على مدى سنوات، بافتراش الأرصفة والساحات لعرض سلعهم، في الوقت الذي تطاردهم اليوم، وتدفعهم نحو المجهول، يقول أحد الفراشة. وعاين "اليوم24" حالة الفوضى التي تعم ساحة "الهديم" الأثرية، كذا ساحة حي البساتين، والشارع الرئيسي لحي "سباتة"، حيث يقوم الفراشة باقتطاع جزء من الفضاء العمومي، ويحولون الساحات لسوق شعبي كبير، تغيب فيه جمالية المكان، ويكثر فيه اللغط. من جهته، أكد عبد الله بوانو، رئيس المجلس الجماعي لمكناس، في أول دورة من دورات المجلس الجماعي، تعهده بضرورة إيجاد حل جذري لفئة "الفراشة" والباعة المتجولين، التي قال إنها تشكل قاعدة كبيرة، تضم بينها العشرات من حاملي الشهادات المعطلين، لكن حسب ما آلت إليه أوضاع المدينة، فإن تنزيل مشروع إدماج وإيواء "الفراشة" ما زال لم يجد طريقه الصحيح بعد.