تواصل السلطات المحلية بمدينة برشيد، منذ الخميس الماضي، مدعومة بأفراد القوة العمومية حملاتها التطهيرية لتحرير الملك العمومي من الفراشة والباعة المتجولين بمجموعة من الأماكن بالمدينة، وباشرت السلطات المحلية حملاتها في بادئ الأمر بمحيط قيسارية ابن خلدون وشارعي عبد الله الشفشاوني بالحي الحسني وادريس لحريزي، قبل أن تستأنف حملاتها بحي الراحة حيث يوجد مربط عشوائي للخيل، وشمرت السلطات المحلية التي كانت مؤازرة بتعزيزات أمنية تقدر بحوالي ثمانين عنصرا عن سواعدها لمحاربة انتشار ظاهرة الباعة الجائلين، والتي باتت تقض مضجع الساكنة والمواطنين على حد سواء، على أن يتم تعميم هذه الحملة التي تهدف إلى القضاء على مختلف الظواهر السلبية المصاحبة لاحتلال الملك العام لتشمل جميع أحياء المدينة. ولم تسلم الحملات التطهيرية من اصطدامات بين القوات العمومية وبعض الباعة الجائلين، حيث نقل عون سلطة صوب مستشفى الرازي للعلاج، بعدما تلقى ضربة في وجهه بواسطة قنينة، وجهها إليه أحد الباعة المتجولين بشارع الشفشاوني. واستعانت السلطات المحلية بآليات تابعة للمجلس البلدي لحمل عربات الباعة الجائلين نحو مرأب المدينة، وجرافة استعملت لتكسير العربات المجرورة التي يستعملها الباعة في نشاطهم التجاري، وتأتي هذه الحملات، وفق مصادر متطابقة، عقب ارتفاع أصوات منددة باحتلال الملك العمومي والتي ترجمتها مجموعة من الوقفات الاحتجاجية المستنكرة لانتشار الظاهرة التي باتت تقض مضجع ساكنة المدينة والسلطات المحلية على حد سواء. ويطالب القيمون على الشأن المحلي بإيجاد حل لمشكل الباعة الجائلين والفراشة، وذلك بخلق أسواق نموذجية تجمعهم، بدل وضعهم الحالي، الذي يساهم بشكل كبير في عرقلة حركة السير بشوارع المدينة الرئيسية ويساهم في تشويه منظرها العام، مما جعل مسؤولي الإدارة الترابية بعمالة برشيد يعقدون اجتماعات متتالية مع مجموعة من تجار المدينة، خلصت إلى تشكيل لجنة محلية مشتركة متكونة من السلطة الإقليمية والمحلية والأمن الوطني والقوات المساعدة والمجلس البلدي للقيام بحملات من أجل تحرير الملك العمومي من قبضة الباعة المتجولين والفراشة، بعد أن بات من الصعب التجول وسط المدينة أو الولوج إلى بعض مراكزها التجارية للتسوق. ونظم الباعة المتجولون والفراشة عقب هذه الحملات التطهيرية وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة إقليمبرشيد، مطالبين السلطات الإقليمية بإيجاد حل بديل عبر إحداث أسواق نموذجية لامتصاص عدد المعطلين، مراعاة لظروفهم الاجتماعية وعدم تعريض أسرهم للتشرد، وبالمقابل قامت السلطات المحلية بتحسيس الباعة الجائلين وحثهم على إخلاء الأماكن المحتلة قبل أن تستأنف حملاتها التطهيرية الأسبوع القادم. واعتبر متتبعون للشأن المحلي بمدينة برشيد أن الحملات التطهيرية التي تقوم بها السلطات المحلية لتحرير الملك العمومي خطوة إيجابية، على أن توضع بالموازاة مع هذه الحملات بدائل لهؤلاء الفراشة والباعة المتجولين الذين يتكون أغلبهم من شباب المدينة العاطل، وذلك بإيجاد حلول لهم بإحداث أسواق نموذجية، مراعاة لظروفهم الاجتماعية والمسؤولية الأسرية التي يحملونها على عاتقهم.