شنت السلطات المحلية والإقليمية، الأربعاء الماضي، مرفوقة بعناصر القوات المساعدة والأمن العمومي وأعوان السلطة وقواد جميع مقاطعات مدينة برشيد حملة تطهيرية وصفت ب"الشرسة" ضد الباعة المتجولين وأصحاب "الفراشة" الذين يحتلون مجموعة من الشوارع والأرصفة المخصصة للراجلين. وأكدت مصادر "المساء" أن الحملة شملت عدة نقط بالمدينة وصفت بأنها "نقط سوداء" لما تسببه من عرقلة في عملية السير والجولان ومنها شارع عبد الله الشفشاوني وزنقة ازمور والناظور بالحي الحسني الذي يعتبر أكبر تجمع سكني شعبي بالمدينة. وامتدت الحملة نفسها إلى أزقة القيسارية بالمدينة القديمة وكذلك شارع ابراهيم الروداني التابع لنفوذ المقاطعة الرابعة وبمحيط سوق المسيرة للخضر والفواكه ومجموعة من المحاور الطرقية وملتقيات الشوارع، التي تحولت في الشهور الأخيرة إلى أسواق مفتوحة مع ما تسبب فيه ذلك من عرقلة للسير بالإضافة إلى انتشار الأزبال ومخلفات ما يتم عرضه من سلع، خاصة بقايا الأسماك مع ما ينتج عن ذلك من انتشار للروائح الكريهة التي تضر بالبيئة والمواطن وتشوه جمالية المدينة. وحجزت المصالح المختصة في حملتها عددا من العربات المدفوعة وطاولات خشبية كان يستعملها بعض الباعة في عرض البضائع والسلع بالأرصفة المخصصة للراجلين. ولقيت هذه الحملة استحسانا كبيرا من طرف الساكنة وفعاليات المدينة والسائقين الذين رحبوا بمثل هذه الحملات. وفي مقابل ذلك، دعت فعاليات جمعوية إلى ضرورة تبني مقاربة تراعي ظروف هؤلاء الباعة، خاصة الاجتماعية منها لأن نشاطهم هذا هو سبيلهم الوحيد نحو كسب لقمة العيش وإعالة أسرهم، مؤكدة على ضرورة إنجاز أسواق نموذجية لتنظيمهم بشكل يستجيب لجمالية المدينة وهو أمر مرغوب فيه وكذلك حفاظا على فرص هؤلاء الباعة وحقهم في العمل والكسب الحلال.