عماد شقيري خلفت حملات مطاردة الباعة المتجولين بمدينة المحمدية، استياء ملحوظا، بعد تعرض الباعة لملاحقات مستمرة من طرف عناصر القوات المساعدة ورجال سلطة، بساحة البارك، التي تعتبر مركز المدينة، وتشهد إقبالا واسعا للسكان، وتسبب تعنيف رجل سبعيني يعمل بائعا متجولا، أول أمس الأحد أمام أنظار مرتادي «البارك»، على يد أحد أعوان السلطة، الذي قام بضرب المسن وأسقطه أرضا، في احتجاج العشرات من المواطنين الذين تجمهروا في مكان الحادث، وحاصروا عون السلطة. الحادث الذي وقع أمام إحدى المقاهي بالقرب من مقر عمالة المحمدية، دفع الباعة المتجولين، الذين ينشطون في محيط حديقة «البارك»، إلى الاحتجاج والمطالبة بوقف الملاحقات المستمرة التي يتعرضون لها، من طرف بعض أعوان السلطة ورجال القوات المساعدة، وقالت إحدى البائعات المتجولات، إنها تتعرض لمضايقات، وتعنيف مستمر من طرف بعض أعوان السلطة، ورجال القوات المساعدة، مضيفة، أنها تعرضت للضرب قبل أيام، على يد مسؤول أمني، بعد أن رفضت التخلي عن سلعتها، وأنها لم تجد عملا بديلا عن مهنة «الفراشة»، لإعالة أسرتها وزوجها المريض، فيما قال ابن المسن الذي تعرض للتعنيف، إن والده مريض، وأنه يشتغل بائعا جائلا لإعالة أسرته، مضيفا أن عون السلطة، ضرب والده بعنف وتسبب له في جرح غائر بوجهه، وقال الابن، الذي يعمل بدوره بائعا جائلا، إنه لم يجد عملا بديلا، لمساعدة والده المسن، ما اضطره لامتهان «الفراشة». المواطنون الذين تجمعوا في مكان الحادث، هاجموا عون السلطة الذي ظل مرابطا داخل سيارة تابعة للجماعة، وطالبوا بمحاسبته، في حين رد عليهم العون، بكونه رجل سلطة ويقوم بعمله وفق القانون، غير أن المحتجين واجهوه بكون صفته كرجل سلطة لا تعطيه الحق في تعنيف الناس، خاصة وأن ضحية العنف، الذي ظل طريح الأرض لما يزيد عن نصف ساعة، قبل أن تنقله سيارة الإسعاف إلى مستشفى مولاي عبد الله لتلقي العلاج، رجل مسن ومريض، وقال المحتجون إن الحادث يجب أن يصل إلى أعلى سلطة في البلاد، ليعرف الجميع ما وصفوه، بالممارسات البائدة التي يمارسها بعض رجال السلطة وأعوانهم، في حق المواطنين، حتى لو كانوا يخالفون القانون. الملاحقات المستمرة التي شرعت فيها السلطات المحلية بالمدينة، في حق الباعة المتجولين «الفراشة»، خلقت حالة من التوتر وسط الفراشة، الذين أصروا على الاستمرار في ممارسة أنشطتهم، محملين المسؤولية للسلطات، في حين تستمر هذه الأخيرة في حملاتها، معتبرة أن الأنشطة التي يزاولها ممتهنو البيع بالتجوال، غير قانونية وتشوه المنظر العام للمدينة، وأن «الفراشة» يضايقون السياح، ومرتادي الأماكن العامة.