روت طالبة مغربية قصة تعرضها ل"اعتداء" على يد قائد بمدينة تمارة الأسبوع الماضي بعدما كانت تريد الدفاع عن بائع متجول، وكيف تعاونت أسرته وجزء كبير من السلطة ضدها، لتجد نفسها متهمة أمام وكيل الملك بتعنيف رجل سلطة أثناء مزاولته مهامه، رغم أن دركيا كان قد تدخل لصالحها وأراد حمايتها من التعنيف، ليجد نفسه هو الآخر معنياً بالتهمة ذاتها. وحكت الطالبة وفاء زيدون في تصريحات لهسبريس تفاصيل ما وقع، ففي ظهيرة يوم الثلاثاء الماضي، وبينما خرجت من منزلها لشراء بعض الأغراض من أقرب محل للبقالة، سمعت شجاراً بين رجلين، وعندما اقتربت من مصدر الصراخ، وجدت شخصاً ينهال بالضرب على عجوز ويشمته بطريقة فظة، لتحاول نهيه عن ذلك، وطلبت منه الكف عن تعنيف العجوز الذي يعمل كبائع متجول، إلا أن رجل السلطة تحوّل إلى شتمها هي الأخرى، وأمرها بعدم التدخل نهائياً. وزادت الطالبة أن أسرة القائد المتكونة من زوجته وابنة وابن، خرجت من منزلها القريب من مكان الشجار، واعتدت عليها بعدما قام القائد بشدها من يديها كي لا تدافع عن نفسها، وفي هذه اللحظة كان رجل دركي يمر هو زوجته، ليقرر التدخل من أجل إنقاذ الطالبة من براثن من يعتدي عليها، فتعرض هو نفسه لوابل من السب والشتم والتهديد بالتجريد من المهنة. وأضافت الطالبة التي تدرس بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالقنيطرة أن زوجة الدركي الحامل، طلبت من القائد الكف عن شتم زوجها، فما كان من أسرة القائد سوى أن هاجمتها هي الأخرى، الأمر الذي استدعى نقلها إلى المستشفى. ولفتت وفاء أن القوات المساعدة نقلتها بعد ذلك إلى مقر المقاطعة الأولى، وهناك علمت أن الأمر يتعلق بقائد المقاطعة الرابعة، لتتعرض مرة أخرى لوابل من السب والشتم من طرف الشخص ذاته في حضور قائد المقاطعة الذي لم يتدخل، بل وقام بتعنيفها مرة أخرى حسب أقوالها، ليتم نقلها إلى مركز أمني بتمارة، قضت فيه 48 ساعة، قبل أن يتم إخلاء سبيلها بشكل مؤقت. وقالت وفاء:" منعوا البائع العجوز من الحضور للإدلاء بشهادته أمام وكيل الملك رغم أنه عبّر عن رغبته في الحضور. جميع الشهود يؤكدون تعرضي للاعتداء بمن فيهم الدركي الذي أراد الدفاع عني، والذي تم توقيفه حاليا عن عمله، ومع ذلك قاموا باعتقالي بينما لم تتخذ أية إجراءات في حق القائد". وفي رواية أخرى كانت جريدة "الصباح" قد أشارت إلى أن القائد كان يقوم بحملة أمنية رفقة أعوانه من أجل محاربة الباعة المتجولين بحي المسيرة، فقام بالحجز على عربة بائع كان يمارس نشاطه التجاري بطريقة غير قانونية، لتتدخل طالبة متعاطفة مع البائع، وتوجه انتقادات حادة للقائد، تحولت إلى ملاسنات وعبارات نابية بين الطرفين. وزادت الجريدة ذاتها أن هذه الملاسنات تطورت لاعتداء من طرف الطالبة على القائد، حيث تسببت له بجروح متفاوتة الخطورة في وجهه، ليقوم أعوان السلطة بإيقافها ووضعها في سيارة خاصة بالسلطات المحلية، غير أن دركياً كان يتواجد في المكان نفسه، دخل هو الآخر في مشاداة كلامية مع القائد، وجه بعدها لكمات له، ممّا أدى إلى إيقافه هو الآخر. وأشارت الجريدة إلى أن القائد تم نقله إلى المستشفى وأجريت فحوصات عليه أثبتت الاعتداء الجسدي عليه، موردة أن بعض الشهود الذين حضروا الواقعة انتقدوا الاعتداء على القائد أثناء مزاولته مهامه، بينما انتقدت فئة منهم تعامل القائد مع البائع المتجول.