بدأت حظوظ نزار البركة تتقوى لخلافة حميد شباط، على رأس حزب الاستقلال، بعدما بات يحظى بدعم كل من حميد ولد الرشيد، وعبد الصمد قيوح، اللذين انقلبا على شباط. فمع اقتراب موعد المؤتمر الوطني السابع عشر لحزب الاستقلال، بدأ حميد شباط، يواجه تمردا داخل جبهته الداخلية التي راهن عليها كثيرا، وخاصة في جهة الصحراء، التي يقودها حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية، وعبد الصمد قيوح، البرلماني، في الغرفة الثانية، الذي يقود جهة سوس ماسة. هاتان الشخصيتان القريبتان من شباط، بدأتا من الآن في مطالبته بمقاعد أكبر في المجلس الوطني المقبل الذي سينتخب الأمين العام، والذي سيتم فرزه قبل موعد المؤتمر الذي سيحضره حوالي 4000 عضو. مصادر من حزب الاستقلال، تشير إلى أن المعركة حول الأمانة العامة في المؤتمر المقرر نهاية مارس ستحسم قبل انعقاد المؤتمر، من خلال انتخاب أعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم حوالي 900 عضو، والذين سيكونون مدعوين إلى انتخاب الأمين العام. تمثيلية الصحراء، في المجلس الوطني الحالي للحزب لا تتعدى ما بين 25 و30 عضوا في المجلس، لكن ولد الرشيد بات يطالب ب200 عضو. أما تمثلية جهة سوس ماسة، فهي لا تتعدى 40 مقعدا، في حين بات قيوح يطالب ب150 مقعدا. عبد القادر الكيحل، عضو اللجنة التنفيذية، قال ل"اليوم24″، إن هذه الأخبار "تروج داخل الحزب"، لكنه نفى أن يكون ولد الرشيد وقيوح طرحا الأمر علانية في اجتماع اللجنة التحضرية. وأضاف"أن هذه الأمور ستبقى محل مفاوضات". لكنه استغرب من مثل هذه المطالب، لأن ذلك يعني "الهيمنة على أكثر من نصف المقاعد المخصصة للأقاليم". فرغم أن أعضاء المجلس الوطني يصل الى 900 عضو، إلا أن 475 منهم يتم اختيارهم من الأقاليم (الصحراء وسوس تطالب ب350 عضوا)، والبقية من ممثلي التنظيمات ومن الأعضاء بالصفة، منهم البرلمانيون ومفتشو الحزب. ويجري خصوم شباط داخل الحزب، حملة في الأقاليم من أجل دفعه إلى القبول بتعديل قانون الحزب ليسمح بترشح نزار البركة، الذي بات يحظى بتأييد كل من ولد الرشيد وقيوح، كما أن جهة الشمال، بدورها باتت تؤيد نزار البركة، وهو ما ظهر خلال التجمع الذي عقده شباط في تطوان نهاية الأسبوع الماضي، حيث ألقى منسق الجهة محمد سعود كلمة أشاد فيها بالمنسق السابق لجهة الشمال نزار البركة، فانتفضت القاعة بالتصفيقات الحارة، ما أثار انزعاج شباط الذي لم يجد سبيلا سوى مسايرة القاعة بالتصفيق أيضا.