عشرات القتلى والمفقودين بين المهاجرين الأفارقة، وحتى المغاربة، في السواحل الإسبانية بعد خروجهم من السواحل المملكة، خاصة من الأقاليم الجنوبية سنة 2016. هذه الأرقام والمعطيات كشفها تقرير أصدرته الجمعية الأندلسية لحقوق الإنسان، يوم أول أمس الخميس، تحت عنوان "حدود جنوب إسبانيا 2016". في هذا الصدد، يوضح التقرير أن مجموع القتلى والمفقودين بلغ في السواحل الإسبانية 295 قتيلا ومفقودا، من بينهم مغاربة، أي ضعف ما سجل سنة 2015 تقريبا، أغلبهم خرجوا من المغرب، إذ تم تسجيل خروج 133 منهم من الأقاليم الجنوبية، و10 من سواحل شمال المملكة، فيما خرج 28 مهاجرا من موريتانيا. وتم إحصاء 71 مهاجرا بين قتيل ومفقود في بحر البوران، و23 في مضيق جبل طارق، هؤلاء لم يحدد بالضبط هل خرجوا من السواحل المغربية أم الجزائرية. وكرقمين تفصيليين، يشير التقرير إلى أنه من أصل 295 غريقا، 33 منهم مغاربة وجزائريون (13 في المائة)، و262 إفريقيا (87 في المائة). التقرير يحذر من تزايد عدد ضحايا الهجرة السرية في البوابة الغربية الإفريقية-الإسبانية، إذ انتقل من 130 قتيلا وغريقا سنة 2013 إلى 131 سنة 2014، و195 سنة 2015، وصولا إلى 295 سنة 2016، وهو رقم قياسي لم يسجل منذ سنوات، رغم أن هذه الأرقام ضعيفة مقارنة مع عدد القتلى الذين سجلوا بالمئات والآلاف في السنوات الأخيرة في البوابتين الليبية-الإيطالية والتركية-اليونانية. التقرير حمل الاتحاد الأوروبي وإسبانيا، وبدرجة أقل المغرب، مسؤولية ارتفاع عدد الغرقى في الطريق البحرية الغربية للعبور إلى أوربا، إذ تشير الجمعية الأندلسية إلى أنه "رغم كل الإجراءات المتخذة والاستثمارات المرصودة بالملايين. إلا أن سياسة الهجرة المتبعة من قبل إسبانيا والاتحاد الأوروبي، اتسمت بفشل واضح"، ووصف الإجراءات المتبعة ب"اللاإنسانية والمتنافية مع حقوق الإنسان"، فيما تقتصر مسؤولية المغرب "على تشديد المراقبة في الحدود"، مما يدفع المهاجرين إلى المغامرة بركوب البحر للعبور إلى أوروبا. على صعيد متصل، كشف التقرير أن 14128 مهاجرا سريا وصلوا، بحرا وبرا، إلى الجنوب الإسباني سنة 2016، مشيرا إلى أن 31 في المائة منهم يتحدرون من المغرب والجزائر، في حين أن ال 69 في المائة الأخرى يتحدرون من إفريقيا جنوب الصحراء: 2011 منهم ينحدرون من غينيا كوناكري، و1687 من ساحل العاج، و1473 من الجزائر، و815 من غامبيا، و768 من المغرب، و410 من بوركينا فاصو، و109 من جمهورية الكونغو الديموقراطية، و106 من غينيا بيساو، و104 من غينيا بيساو، و84 من الكونغو، و81 من سيراليون، و72 من تشاد، و44 من إفريقيا الوسطى، و43 من ليبريا. كما أن 92 في المائة من المهاجرين الأفارقة والمغاربة والجزائريين الذي وصولا بحرا إلى إسبانيا راشدون، و8 في المائة في المائة قصر، علاوة على أن 90 في المائة منهم ذكور، و10 في المائة إناث. التقرير الذي تزامن مع هجوم 1500 مهاجر على سبتة، كشف، كذلك، أن 2578 مهاجرا وصلوا إلى سبتة انطلاقا من الداخل المغربي سنة 2016، وأن 482 منهم وصلوا بحرا، 325 عبر المعابر الحدودية، و17771 عبر اقتحام السياجات الحدودية. كما أن 3512 مهاجرا أو لاجئا دخلوا مليلية سنة 2016، مشيرا إلى أن 2500 منهم من السوريين، و1012 هم أفارقة. وعلى ضوء التقرير، أشارت مصادر أمنية لصحيفة "إلموندو"، أنه "لولا مراقبة المغرب للحدود، لدخل كل شهر آلاف المهاجرين إلى إسبانيا عبر المضيق"، مبينا أنه في 53 يوما الأولى من 2017، ارتفع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى إسبانيا عبر المغرب ب232 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2016.