بعد أسابيع من الإغلاق المؤقت العلم: من سبتةالمحتلة – محمد طارق حيون ينتظر أن يتم خلال الساعات القليلة القادمة إعادة فتح المعبر الحدودي « طاراخال » المؤدي إلى الثغر السليب سبتة، في وجه ممتهني التهريب المعيشي، بعد أسابيع من الإغلاق المؤقت عقب اتفاق ثنائي بين السلطات المغربية وسلطات الاحتلال الاسباني، لأسباب ودواعي أمنية، حيث أسرت بعض المصادر لجريدة »العلم » أن الإغلاق ( الذي يعد الإغلاق الثالث خلال السنة المنقضية) كان يتغيا تفادي تسلل المهاجرين غير الشرعيين لسبتةالمحتلة، في خضم التدافع البشري اليومي المعتاد. وكانت السلطات المغربية قد كثفت خلال الأسبوعين الماضيين من دورياتها الأمنية في محيط مدينة سبتةالمحتلة، وذلك من أجل منع وتجنب استغلال المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، احتفالات أعياد ميلاد المسيح، بغية اقتحام السياجات الحديدية الحدودية للمدينة السليبة، كما حدث ليلة رأس السنة الميلادية الماضية، عندما نجح حوالي 200 مهاجر إفريقي من الدخول إلى الثغر السليب، بعد اقتحام السياج الحديدي في غفلة من الأمن الإسباني والمغربي. كما تم أيضا، تعزيز حضور عناصر الأمن في مجموعة من النقاط الساحلية التي ينطلق منها المهاجرون السريون نحو إسبانيا. هذه العملية الأمنية تمت بتنسيق مع عناصر الحرس المدني الإسباني المكلف بمراقبة حدود المدينةالمحتلة من الجانب الإسباني، وهو الأمر الذي أوردته مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية. وفي نفس السياق، حذرت المنظمة غير الحكومية الإسبانية « مشيا على الحدود » من إمكانية وقوع تجاوزات في حق المهاجرين الأفارقة خلال الدوريات الأمنية، التي تقودها عناصر الأمن في الغابات المجاورة لمدينة سبتة السليبة، وأضافت أنه خلال الأسابيع الأخيرة تمركز عدد كبير من المهاجرين في مخيمات تم إحداثها بالغابات المتاخمة للثغر السليب، في انتظار استغلال ليلة رأس السنة للتسلل إليه. المصدر ذاته كشف كذلك، استعانة الأمن المغربي بنحو 20 عربة لنقل المهاجرين الذين تم توقيفهم في مختلف الدوريات التي لازالت مفتوحة، والتي ستستمر كما هي العادة حتى بداية شهر يناير، حسب وكالة الأنباء « أوروبا بريس ». وكانت السلطات المغربية وسلطات الاحتلال الإسباني متخوفتان من تكرار عملية مشابهة لعملية الاقتحام الأضخم من نوعها منذ سنة 2005، عندما تمكن نحو 430 مهاجرا غير نظاميا من إفريقيا جنوب الصحراء في بداية الشهر الماضي من اقتحام السياج المرتفع الذي يحيط بمدينة سبتةالمحتلة. بعدما نجحوا في اقتحام الأبواب عند نقطتين من السياج البالغ ارتفاعه ستة أمتار حول جيب سبتة المحتل، مما أسفر عن إصابة اثنين من الحرس المدني الإسباني و3 مهاجرين بجروح طفيفة، علما أن عملية الاقتحام شارك فيها، في الأصل، 600 مهاجر. وتسعى السلطات المغربية من خلال الدوريات الأمنية البحرية والبرية، إلى تجنب أي فاجعة إنسانية في مياهها الإقليمية، وذلك بعد فاجعة غرق مهاجرين أفارقة في ساحل الحسيمة مؤخرا. هذا الاستنفار الأمني، يأتي بعد أن كشفت معطيات جديدة قدمتها حكومة جهة الأندلس ، بحر الأسبوع الماضي، أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى سواحلها انطلاقا من المغرب والجزائر على متن قوارب الموت قد تضاعف خلال سنة 2016 بشكل مقلق . الأرقام بينت كذلك، أن عدد المهاجرين سنة 2016 بلغ 6099 مهاجرا على متن 354 قاربا، مقابل 3369 مهاجرا على متن 491 قاربا خلال سنة 2015. وكانت تقارير صحفية غربية قد أفادت في وقت سابق، ونقلا عن تقرير صادر عن المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن 5000 مهاجر لقوا حتفهم في مياه المتوسط خلال السنة الماضية من بينهم مغاربة، وأضاف أن عدد القتلى ارتفع بنسبة 25 في المائة مقارنة مع سنة 2015. كما أن أغلب هؤلاء الغرقى والمفقودين هم سوريون أو من دول شمال إفريقيا أو من منطقة الساحل جنوب الصحراء، إذ أن أغلبهم يسلكون مضيق جبل طارق، كما حدث مؤخرا عند وفاة 4 مهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء في سواحل الحسيمة بعد غرق القارب الذين كانوا على متنه، والذي كان سيقلهم إلى شبه الجزيرة الايبيرية. فتح المعبر الحدودي باب سبتة من جديد في وجه ممتهني التهريب المعيشي