كثفت السلطات المغربية، من دورياتها الأمنية في محيط المدينتين المحتلتين سبتة، ومليلية، وذلك من أجل منع، وتجنب استغلال المهاجرين غير النظاميين، المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، احتفالات أعياد الميلاد لاقتحام السياجات الحديدية الحدودية للمدينتين المحتلتين. كما حدث ليلة الاحتفال برأس السنة الماضية، إذ نجح نحو 200 مهاجر إفريقي من الدخول إلى سبتةالمحتلة في غفلة من الأمن الإسباني، والمغربي. وتم، تعزيز حضور عناصر الأمن في مجموعة من "النقاط الساخنة" الساحلية، التي يخرج منها المهاجرون السريون صوب إسبانيا، وتتم هذه العملية بتنسيق مع عناصر الحرس المدني الإسباني، المكلف بمراقبة حدود المدينتين من الجانب الإسباني، حسب ما كشفته مصادر من الشمال المغربي، وهو الأمر الذي أوردته مجموعة من المنابر الإعلامية الإسبانية. وعلى صعيد متصل، حذرت المنظمة غير الحكومية الإسبانية "سيرا على الحدود"، من إمكانية وقوع تجاوزات في حق المهاجرين الأفارقة، خلال الدوريات الأمنية، التي تقودها عناصر الأمن المغربية في الغابات المجاورة لمدينة سبتة. وأضافت أنه خلال الأسابيع الأخيرة تمركز عدد كبير من المهاجرين في مخيمات المهاجرين في الغابات المتاخمة لسبتة، للمدينة، في انتظار استغلال ليلة رأس السنة للتسلل إليها. وكشف المصدر ذاته، كذلك، استعانة الأمن المغربي بنحو 20 عربة لنقل المهاجرين، الذين تم توقيفهم في مختلف الدوريات، التي لاتزال مفتوحة، والتي ستمر كما هي العادة حتى نهاية عطلة أعياد الميلاد، حسب وكالة الأنباء "أوربا بريس". وتتخوف السلطات المغربية، والإسبانية من تكرار مثل عملية الاقتحام الأضخم من نوعها منذ عام 2005، عندما تمكن نحو 430 مهاجرا غير نظامي من إفريقيا جنوب الصحراء، في بداية شهر دجنبر من السنة ذاتها، من دخول سبتة، علما أن عملية الاقتحام شارك فيها، في الأصل، 600 مهاجر. وتسعى السلطات المغربية، عبر هذه الدوريات الأمنية، إلى تجنب أي "فاجعة إنسانية" في مياهها الإقليمية، وذلك بعد فاجعة غرق مهاجرين أفارقة في ساحل الحسيمة، أخيرا. ويأتي هذا الاستنفار بعد أن كشفت معطيات جديدة قدمتها حكومة جهة الأندلس، خلال الأسبوع الماضي، أن عدد المهاجرين، الذين وصلوا إلى سواحلها انطلاقا من المغرب، والجزائر على متن "قوارب الموت"، قد تضاعف خلال عام 2016 بشكل مقلق. والأرقام تبين أن عدد المهاجرين هذا العام "بلغ 6099 مهاجرا على متن 354 قاربا، مقابل 3369 مهاجرا على متن 491 قاربا عام 2015.