قرر المغرب ترحيل 22 مهاجرا أفريقيا إلى بلدانهم بعد غرق عنصر أمن تدخل لمنعهم من عبور مضيق جبل طارق، انطلاقا من سواحل مدينة طنجة أقصى شمال غربي البلاد، يوم الجمعة الماضي. ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر قضائي مغربي القول إن "قرار الترحيل جاء تطبيقا لتعليمات النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمدينة طنجة بعد إحالتهم عليها من طرف المصالح الأمنية المختصة التي باشرت التحقيق معهم عقب اعتقالهم متلبسين بمحاولة مغادرة الشواطئ المغربية على متن قارب مطاطي". وأضاف المصدر أن هؤلاء المهاجرين غير النظاميين -وبينهم امرأتان- هم من دول الكوت ديفوار والكاميرون وغينيا، مشيرا إلى أنه لم توجّه لهم أي تهمة بشأن مقتل العنصر الأمني الغريق لعدم ثبوث الأدلة ضدهم. وقال رجل أمن مغربي عاين الحادثة لوكالة الأناضول إن رجل الأمن الذي قضى فجر الجمعة الماضية ترك سلاحه عند زميله الذي كان يرافقه في حراسة شاطئ "بلايا بلانكا" وتعقب المجموعة التي كانت بصدد مغادرة الشاطئ ليلا عبر قارب مطاطي وسط مياه البحر قبل أن يختفي عن الأنظار. وأضاف أن قوات الإنقاذ تمكنت من انتشال جثته بعد نحو ست ساعات من غرقه. من جهته، قال عبد السلام النوينو -وهو صاحب مقهى مجاور لشاطئ "بلايا بلانكا"- للأناضول إنها المرة الأولى التي يقع فيها حادث من هذا النوع في هذه المنطقة المعروفة منذ سنوات بوصفها نقطة انطلاق للمهاجرين الأفارقة الذين يبحرون باتجاه الأراضي الإسبانية. وأضاف النوينو أنه في صباح يوم الجمعة شاهد أعدادا من رجال الأمن المغربي على ساحل الشاطئ ينتشلون جثة عنصر الأمن الذي قضى أثناء ملاحقته للمهاجرين. ويتواصل تدفق المهاجرين الأفارقة على الشواطئ الإسبانية بوتيرة متفاوتة، حيث تعلن السلطات الإسبانية والمغربية بشكل دوري عن محاولات تسلل يقوم بها مهاجرون أفارقة إلى السواحل الإسبانية بحرا أو عبر التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وفي مارس الماضي أحبطت قوات الأمن المغربي محاولتين لأربعين أفريقياً حاولوا الإبحار نحو الأراضي الإسبانية انطلاقاً من سواحل مدينة طنجة. وبحسب إحصائيات إسبانية سابقة، فقد حاول نحو 16 ألف مهاجر أفريقي غير نظامي التسلل واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2014، بينما نجح أكثر من 3600 مهاجر أفريقي في التسلل إلى داخل مدينة مليلية خلال الفترة المذكورة عبر أكثر من أربعين محاولة اقتحام جماعي، بحسب الإحصائيات ذاتها. وتوافد على المغرب خلال السنوات الأخيرة آلاف المهاجرين غير النظاميين من دول جنوب الصحراء، في طريقهم للعبور إلى دول أوروبا ولاسيما اسبانيا، غير أن عددا منهم يستقر في المغرب لتصبح الأراضي المغربية موطن استقرار لهم لا نقطة عبور فقط.