– متابعة: كشف رجل أمن، تفاصيل حادث مصرع زميله الراحل "عبد العالي الملقط"، الذي قضى غرقا خلال مشاركته في عملية التصدي لمحاولة للهجرة السرية، قام بها الجمعة الماضي 22 مهاجرا غير شرعي، عبر شاطئ "بلايا بلانكا"، بالضاحية الشرقية لطنجة. وقال رجل الأمن، الذي فضل عدم تسمية هويته، إن زميله المنتمي قيد حياته إلى جهاز القوات المساعدة، ترك سلاحه عند زميله، الذي كان يرافقه في حراسة شاطئ "بلايا بلانكا" (واسمه شاطئ الأميرات)، وتعقب المجوعة التي كانت بصدد مغادرة الشاطئ عبر قارب مطاطي، وسط مياه البحر، حوالي الساعة الخامسة فجرا، قبل أن يختفي عن الأنظار. وأضاف المتحدث، في حديث له مع مراسل وكالة "الأناضول" التركية في مدينة طنجة، أن قوات الإنقاذ تمكنت من انتشال جثته بعد حوالي ست ساعات من غرقه. من جهته، قال عبد السلام النوينو، صاحب مقهى مجاور لشاطئ "بلايا بلانكا"، إنها المرة الأولى التي يقع فيها حادث من مثل هذا النوع في هذا المنطقة (شاطئ بلايا بلانكا) المعروفة منذ سنوات، باعتبارها نقطة انطلاق للمهاجرين الأفارقة الذي يبحرون في اتجاه الأراضي الإسبانية. وأضاف النوينو أنه في صباح يوم الجمعة شاهد أعداد من رجال الأمن المغربي على ساحل "بلاية بلانكا" ينتشلون جثة عنصر الأمن الذي قضى خلال ملاحقته لمهاجرين غيرشرعيين كانوا يحاولون الإبحار في اتجاه الأراضي الإسبانية. وأشار النوينو أنه منذ سنوات طويلة، يتوافد على هذا الشاطئ مهاجرون غير شرعيون من جنسيات إفريقية ، مختلفة خلال محاولاتهم للهجرة بحرا، إما عبر قوارب مطاطية عادية، أو تلك المزودة بمحرك، إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط، حيث يأتون في ساعات الليل المتأخرة أو ساعات الصباح الأولى متسللين عبر الأحراش والغابات المجاورة، فيما يُجهل من يساعدهم من أبناء المنطقة في عملية التسلل أو الإبحار عبر المراكبة، في محاولات للهجرة غير الشرعية إلى الحدود الإسبانية، على حد قوله. وأوضح أنه خلال الأيام التي تكون فيها الريح غربية ومياه المتوسطي هادئة، يتوافد على شاطئ "بلايا بلانكا" العشرات من المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، للهجرة بحرا، فيما تقل عمليات التسلل والإبحار خلال الأيام التي يكون البحر فيها هائجا والطقس مضطربا. وكان مسؤولو ولاية طنجة، قد أكدوا أن محاولة الهجرة غير القانونية، التي نفذها 22 مهاجرا غير شرعي، فجر الجمعة الماضي، انطلاقا من شاطئ "الأميرات"، قد باءت بالفشل، باحتواء كل عناصر المجموعة وحجز القارب المطاطي المعتمد لتنفيذ هذه المحاولة. وقررت السلطات العمومية المختصة في مدينة البوغاز، أمس الاثنين، ترحيل أعضاء هذه المجموعة من المهاجرين الذين ينحدرون من الكوت دفوار والكاميرون وغينيا، إلى بلدانهم الأصلية، دون متابعتهم في قضية مقتل العنصر الأمني، بسبب عدم ثبوت أدلة تورطهم بطريقة مباشرة في هذا الحادث، بحسب مصادر أمنية وقضائية.