عز الدين مسقاط – صحافي متدرب دعا الخبير التربوي عبد الرحمان لحلو، إلى إعادة التفكير في عقيدة المجانية المطلقة في التعليم العمومي. وكشف أن هذه الفكرة انطلقت إرهاصاتها قبل 30 عاما لكنها لم تكتمل. وقال لحلو في مداخلة له بمناسبة انعقاد المناظرة الوطنية لجودة التعليم، عنوانها "إصلاح التعليم وسؤال المجانية"، مساء أمس الخميس بالرباط، إن على الدولة التي فشلت في تدبير التعليم العمومي، أن تشجع إحداث مؤسسات تعليمية في إطار قطاع غير حكومي وغير ربحي، قياساً على المنظمات غير الحكومية ONG . وأضاف، أن على الشركات والأبناء أن تسهم في ذلك. كما دعا لحلو في المناظرة ذاتها التي نظمتها جمعية "أماكن" إلى إحداث مؤسسات تعليمية مؤدى عنها، وذلك في إطار تدبير مفوض في قطاع التعليم، يكون تحت إشراف ومراقبة الدولة، "مقابل تقديم دعم مادي للأسر المعوزة التي سيذهب بأبنائها إلى هذه المدارس". وبرر المتحدث ذاته، وصفته في الإصلاح، بكون أن "تكلفة التعليم الخصوصي أرخص من التعليم العمومي، وأن الدولة ليست مسيراً بارعاً للقطاعات الاجتماعية، ولكن بإمكانها أن تكون ضابطاً جيداً لهته القطاعات". في المقابل، دافع أستاذ علم النفس الاجتماعي عبد الرحيم عمران، خلال الندوة ذاتها، عن ضرورة حفاظ المدرسة العمومية على وظيفتها المجتمعية المعرفية. وأوضح المتحدث ذاته، أنه يجب نقل "ما هو أسفل إلى أعلى"، مستشهداً بما كانت عليه منظومة التعليم في بداية الاستقلال، متشبعة بروح الوحدة الوطنية عن طريق تعميم التمدرس وتعميم الكفاءات بمقاربة سوسيولوجية، كانت فيها المؤسسة التعليمية رافعة للفئات المجتمعية من الأسفل إلى الأعلى، ومؤسسة لتوزيع الثروات المجتمعية الرمزية والمعرفية على مختلف فئات المجتمع مما يعطي كفاءات اجتماعية واقتصادية. أما بخصوص تمويل المدرسة العمومية، فقال عمران، إنه بإمكان قطاعي الفوسفاط والأوقاف أن يحلا مشكلة التمويل، وعبر عن طرحه بالقول: "يلا بغيتو التمويل نقصدو الدار الكبيرة". جدير بالذكر أن الندوة عرفت نقاشاً حاداً بين المتدخلين، خصوصاً بعد عرض الأمين العام للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي عبد اللطيف المودني، والذي دافع عن المجلس، بالقول، إنه "اعتمد مقاربة تشاركية قبل وبعد إعداد الرؤية الاستراتيجية، التي اعتمدت على خلاصات عشرات اللقاءات الجهوية في مضوع إصلاح التعليم".