قامت السلطات الإيطالية، يوم أمس الأربعاء، بترحيل مواطن مغربي عبر طائرة قادته إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء. وذلك بعد رفض الشرطة تجديد رخصة إقامته بعد خروجه من السجن. وبررت السلطات قرارها، بكون المغربي المرحل، "يتبنى فكراً يتعارض مع المبادئ التي تشكل أسس الجمهورية الإيطالية". وقضى المغربي (م ح) 12 سنة بسجن بجزيرة "غورغوانا"، مدة الحكم التي قضت بها محكمة بادوفا في حقه بسبب جريمة قتل، ذهبت ضحيتها ابنته "كوثر" التي كانت تبلغ من العمر حينها 19 سنة. وتعود تفاصيل قصة قتل المهاجر المغربي لابنته الوحيدة إلى ليلة 25 شتنبر من سنة 2004، حين انهال عليها في لحظة غضب، بعدة ضربات في مختلف أنحاء جسدها بواسطة عصا، استقرت واحدة من هذه الضربات القوية فوق رأسها، لتتسبب لها في نزيف دماغي عجل بوفاتها. ولم يتوقف الأب عن الضرب، حتى سقطت ابنته أرضاً، فحاول رفعها دون جدوى، حينها أحس بما اقترفته يداه، ليتصل بسيارة الإسعاف، التي حضرت إلى عين المكان، لكن استعصى عليها إنقاذها. ورغم أن فتاة إيطالية، كانت مع العائلة حينها، اتصلت بالأمن عدة مرات ليوقف الأب، إلا أن الدورية تأخرت، ولم تحضر حتى منتصف الليل، حيث وجدت الفتاة ممدة على الأرض وقد فارقت الحياة. ولم ينكر الأب ضربه لابنته، واعترف بذلك وتعاون مع القضاء، ليتم تكييف الجريمة على أنها قتل بالخطأ فحكمت عليه المحكمة، في جميع درجات التقاضي بالسجن النافذ لمدة 14 سنة، وبسبب سلوكه داخل السجن ومواظبته على العمل، استفاد من تخفيض سنتين من عقوبته، ليخرج من السجن قبل سنة من الآن. وبعد مغادرته أسوار السجن التحق بعائلته وتقدم بطلب لتجديد صلاحية رخصة إقامته ، التي انتهت منذ سنوات.على أن الشرطة رفضت ذلك ،ثم تقدم بالطعن في قرار الشرطة امام القضاء الإداري ،هذا الاخير أيد قرار الأمن.فأصبح يقيم فوق التراب الإيطالي بشكل قانوني، قبل أن تقرر السلطات طرده نهائيا من البلد. وقامت القناة التلفزية الإيطالية "راي 3" سنة 2010، بإنجاز شريط وثائقي حول الحادث، تحت عنوان "قصص ملعونة…كوثر الفتاة التي كان عليها أن لا تُحبِ..". إذ عاود تصوير القصة المؤلمة من بدايتها، واستجوب الأب ليحكي تفاصيلها، هذا الأخير عبر عن ندمه، وناشد من خلال الشريط المغاربة بعدم الوقوع في نفس خطئه مع أبنائهم. كما تقدم باعتذار للإيطاليين على ما قام به. وعن دوافع قتل ابنته، أورد الشريط التلفزيوني، أنه قام بردة فعل غير محسوبة، بعدما اكتشف أن ابنته ترافق شاباً مغربياً تحبّه، يكبرها بسنتين، ويقيم بإيطاليا، في الوقت الذي كان والدها قد زوّجها في المغرب بأحد أقربائه.