لا يزال الأمن الإيطالي يواصل تحقيقاته في قضية إختفاء شابة مغربية تدعى مريم الرحايلي، وتبلغ من العمر 19 سنة، خرجت من منزلها منذ حوالي أسبوع ولم يظهر لها أثر إلى حدود الساعة، ويرجح أنها سافرت من مطار بولونيا عبر رحلة جوية إلى تركيا لتلحق في ما بعد بمعسكرات تنظيم "داعش" في الأراضي السورية. مريم الرحايلي التي تدرس في أحد الثانويات التقنية بمدينة بادوفا، إزدادت في المغرب ثم التحقت بوالدها في إطار التجمع العائلي بإيطاليا حين كانت لا تزال طفلة، وتنتمي إلى عائلة بسيطة تتكون من الأب والأم وثلاثة من إخوانها، ووالدها يعمل في أحد المصانع بالمنطقة . تصفها إحدى صديقاتها لصحيفة "إيل ماتينو دي بادوفا "، المنبر الوحيد الذي فصل في قضيتها، بكونها تلميذه مجدة وقد استطاعت أن تتعلم اللغة الإيطالية بسرعة عند إلتحاقها بالبلد. صديقة مريم ،المغربية بدورها والتي كانت قد قاسمتها فصول الدراسة، تحكي عنها أنها "فتاة طيبة، ربما هي تبحث فقط عن هويتها، أعرفها جيدا، كان آخر لقاء جمعني بها في رمضان قبل حوالي سنة، وكان كل حديثها معي يدور حول سوريا وعن كون التنقل إلى الجهاد بها أمر صائب.. غير أنني بصراحة لم أكن آخد كلامها على أنه كلام جدي..". ويضع المحققون الإيطاليون الآن تحت المجهر حاسوب الفتاة المغربية والمكالمات الهاتفية التي أجرتها عبر الخطوط العادية والسكايب كذلك، وكل الرسائل التي توصلت بها عبر الواتساب والشات لمحاولة معرفة تفاصيل أكثر عنها وعن من قام بتجنيدها، وبالتالي معرفة من الذي جعل فتاة مفعمة بالحياة والحيوية، تتحول إلى شخص متطرف يبحث عن الاستشهاد والجهاد هل هو من داخل إيطاليا أم من خارجها. غير أن لأب الشابة المغربية رواية مخالفة لما تذهب إليه كل التكهنات إلى حدود الساعة، ويرفض رفضا باتا فكرة انتقال ابنته للإلتحاق بتنظيم "داعش"، مشيرا إلى أن هذه الرواية لا يمكنه تصديقها أبدا. وفي هذا الصدد، يؤكد الأب أنه "ليست لديه هو وعائلته أي فكرة عن أي مكان توجد فيه ابنته وهذا يؤلمه كثيرا"، على أنه بالمقابل ردّ على من يقول بالتحاقها "بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" إن "هذا كلام فقط، وهذا يسيء إلينا، كما أنه يؤلمنا ويجعلنا في خطر، نحن نقيم هنا منذ سنين، ولم يسبق أن واجهنا مشاكل مع أيٍّ كان، إبنتي لم يسبق لها أن تحدثت معي عن هذه الأمور، كما أن رجال الدرك لم يخبرونا بأي شيء حتى الآن". وفي تطور جديد في هذه القضية المثيرة، تقدمت إحدى صديقات مريم الرحايلي، كما أوردت ذلك الصحيفة "إيل ماتّينو دي بادوفا "، يوم الأربعاء الماضي، إلى أحد مكاتب رجال الكربينييري في مدينة بادوفا لتخبرهم بتوصلها برسالة عبر تطبيق "الواتساب" من رقم هاتفي تركي يدعوها بلغة عربية سليمة للالتحاق "بأرض الخلافة" مع ترجمة غير سليمة للرسالة إلى اللغة الإيطالية، كما أن الفتاة قدمت للمحققين صورة المجنِّد المحتمل للفتاة المغربية المختفية (الصورة). وإلى حدود الساعة لا ينفي المحققون، ولا يؤكدون إلتحاق الشابة المغربية بالأراضي السورية، غير أن بعض الدلائل تسير في اتجاه ترجيح كفة التأكيد على ذلك، وفي انتظار تأكيد أو نفي ذلك، تعيش أسرة مغربية جحيما حقيقيا أولا بسبب اختفاء فلذة كبدها التي لم تعرف إلى أي جهة رحلت، وثانيا بسبب نظرة المجتمع القاسية إليها، إذ تستغل جهات كثيرة مثل هذه الأحداث لتأليب الرأي العام ضد كل من هو أجنبي عامة، وضد كل ما يرتبط بالإسلام خصوصا، كما هو الشأن في الأحزاب اليمينية المتطرفة.