قضت محكمة إيطالية، أول أمس الاثنين، بإدانة مغربي قتل ابنته، بعدما رغبت في الزواج بشاب إيطالي، بعقوبة سجنية حددت في المؤبد مع الحبس الانفرادي لمدة سنتين، فيما طالبت النيابة العامة بتخفيف هذه العقوبة لأن الجاني، حسب مرافعتها، لم ينفذ جريمته بدوافع دينية، خلافا لمرافعة الدفاع التي أكدت أن «دوافع الجريمة دينية وأن الجاني ارتكبها مصرا ومترصدا». وخلال جلسة النطق بالحكم، بدا الجاني جد متأثر بهذا الحكم، وطالب من زوجته وبناته أن يسامحنه عما اقترفه في حق ابنته سناء البالغة من العمر 18 سنة. وقال في هذا السياق «إنه ندم على قتل ابنته وإنه أب حنون». وحضر، جلسة هذه المحاكمة، الشاب الإيطالي الذي كان ينوي الزواج من القتيلة سناء، والذي أصيب بدوره بجروح في هذا الحادث عندما ضبط به والد الفتاة رفقة ابنته في سيارته بغابة. ونقل عن عشيق الفتاة في اعترفاته قوله: «إن الأب لحق بابنته في الغابة المحيطة إلى أن خارت قواها فعاجلها بعدة ضربات مميتة». وتعود وقائع هذه القضية إلى ال18 من شتنبر المنصرم عندما رفض المعني بالأمر المسمى القطاوي ضفاني، أن تتزوج ابنته من شاب إيطالي، فيما كانت الفتاة مصرة على هذا الزواج، قبل أن يقوم والدها بترصدها ليقدم على ذبحها. وحاول الشاب الإيطالي إنقاذ عشيقته سناء، لكنه لم يتمكن من ذلك، لأن طعنات الوالد كانت قاتلة. وجاء هذا الحكم الذي أصدره القاضي ماريا زاينا، لوجود دوافع اعتبرت خطيرة ومنها عنصر القرابة التي تجمع الجاني مع الضحية، فيما وجهت إلى الجاني أيضا محاولة قتل خطيب ابنته الشاب الإيطالي المسمى «ماسيمو دي بيازيو»، والبالغ من العمر 31عاما. ونصبت جمعية النساء المغربيات بإيطاليا نفسها طرفا مدنيا في هذه القضية، كما دخلت على الخط أيضا عدة جهات اعتبرت الحادث خطير جدا ولا ينبغي أن يتكرر في إيطاليا. وقالت سعاد السباعي، رئيسة جمعية النساء المغربيات بإيطاليا، تعليقا على هذا الحكم «إنه لا ينبغي ترجيح دافع هذه الجريمة المدانة، إلى أسباب ثقافية، لأن من شأن ذلك أن يدخل الجالية الإسلامية في عدة متاهات»، مشيرة إلى «أنها كانت تتمنى أن تكون العقوبة أقسى من هذا الحكم». ولم تستبعد السباعي «أن يكون الأب ارتكب جريمته بدوافع أخرى قد تكون لها علاقة باستسلامه لضغوطات مجهولة المصدر». وقالت «إن الأهم ليس هو الوقوف عند هذه الجريمة، ولكن الأهم هو العمل على ضرورة وضع حد لمثل هذه الجرائم». وكانت العلاقة بين العشيقين، حسب معارفهما وأصدقائهما، بدأت عندما كانت سناء تعمل كنادلة في المطعم الذي يملكه عشيقها، وقويت العلاقة بينهما بعد خروج الشابة المغربية من منزل عائلتها واختيارها العيش مع عشيقها الإيطالي، وهو ما أجج توتر علاقتها بأبيها الذي كان ضد هذه العلاقة، بل كان لا يتوانى في تهديد العشيقين. ورفض المغربي بعد توقيفه الإدلاء بأي اعترافات.