قامت وكالة بيت مال القدس الشريف، خلال سنة 2024، بتنفيذ مشاريع بقيمة فاقت 4,2 مليون دولار أمريكي. وأبرز التقرير السنوي للوكالة برسم سنة 2024، الذي تم تقديمه خلال ندوة صحافية، الأربعاء بالرباط، أن المشاريع التي تم تنفيذها (بقيمة 4.206.248,10 دولار أمريكي) توزعت على برامج المساعدة الاجتماعية (31 في المائة)، وقطاع الفنون والتراث والصناعات الثقافية (19 في المائة)، وقطاع الطفولة والشباب والرياضة (18 في المائة)، ودعم مشاريع المقاولات الفلسطينية الناشئة، من خلال حاضنة مشاريع التجديد والابتكار، في إطار الاستراتيجية الرقمية للوكالة (14 في المائة). وهم هذا الإنجاز كذلك مشاريع في قطاع التعليم (5 في المائة) ومشاريع التنمية البشرية (4 في المائة)، وبرامج الوقاية والأدوية، ضمن الميزانية المرصودة لقطاع الصحة ( 1 في المائة). كما سلط التقرير الضوء على عمل الوكالة في دعم المشاريع التعليمية، حيث خصصت ميزانية استثنائية بقيمة تناهز 400 ألف دولار أمريكي (9 في المائة) لمساعدة منظومة التعليم في قطاع غزة، وذلك في إطار التعليمات الملكية السامية لجلالة الملك محمد السادس، بتخصيص مساعدات إنسانية عاجلة للقطاع المكلوم. وسجل المصدر ذاته أن هذه الميزانية، التي استفادت منها جامعة الأزهر بغزة، توزعت على منح للتسجيل لفائدة 318 من طلاب كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية والبيئية، التابعة للجامعة، وتحرير شهادات 40 من خريجي الكلية، إضافة إلى تجهيز الجامعة بخوادم سحابية لحفظ الملفات ومنصة التعليم عن بعد، فضلا عن تخصيص منح لفائدة 8 طلاب من غزة، تم قبولهم لاستكمال دراستهم كطلاب زائرين في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة في الرباط، في تخصصات الطب البيطري والإنتاج الحيواني. وأشار التقرير إلى أن العملية الإنسانية الكبرى، التي أمر بها جلالة الملك محمد السادس، للسكان الفلسطينيين في غزة، في شهر رمضان 1446 هجرية، وشملت كذلك سكان القدس، شكلت لحظة أخرى لتجسيد التضامن المغربي، المبدئي والثابت، مع الأشقاء الفلسطينيين، مما مكن من إيصال المساعدات عبر معابر برية، غير مسبوقة. وأكد أن الوكالة أشرفت على تنفيذ هذه العملية بتوزيع 2200 سلة غذائية، استفادت منها زهاء 3 آلاف عائلة مقدسية، وتوزيع 30 ألف وجبة غدائية بمعدل 1000 وجبة غدائية في اليوم على الصائمين من مرتادي المسجد الأقصى المبارك، وبعض سكان أحياء البلدة القديمة، ومراكز الإيواء، والمستشفيات، ثم وصلت هذه المساعدات إلى مخيمات شعفاط وقلنديا، وإلى التكايا بقرى محافظة القدس كالعيسوية، والنبي صموئيل. وأبرز التقرير أن الوكالة تعتمد، لتحديد أولويات عملها، في إطار اختصاصاتها، على المؤشرات المحينة للحالة الاجتماعية والاقتصادية في المدينة المقدسة لمرصد «الرباط» للملاحظة والتتبع والتقويم، الذي افتتحته الوكالة في القدس في شهر نونبر 2021، ويديره طاقم من الاخصائيين الاجتماعيين والباحثين والمتخصصين. وخلال سنة 2024، يضيف التقرير، أصدر المرصد 17 تقريرا همت تتبع الحالة الاستثنائية في المسجد الأقصى والقدس، وانعكاساتها على الوضع الأمني وعلى حركة الأشخاص والبضائع، ثم على الحالة النفسية للساكنة الفلسطينية التي تأثرت بالتداعيات المباشرة وغير المباشرة للحرب على غزة، والأحداث في الضفة الغربية. أما بخصوص الحالة الاقتصادية والاجتماعية، فإن مؤشرات المرصد بقيت، على العموم، مقلقة في سنة 2024، كما في سنة 2023، بسبب تواصل ارتفاع كلفة المعيشة والسكن، وازدياد معدلات فقدان العمل، واتساع مساحة الفقر، وغيرها من المؤشرات التي تضاعف نسب فقدان الأمل لدى أجيال الفلسطينيين في القدس، مع ما يترتب على ذلك من آثار تثقل كاهل الأسر وتزيد من التزامات الإنفاق لديها. وخلص التقرير إلى أن الوكالة ستواصل عملها، تحت الإشراف المباشر لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، ضمن مهامها واختصاصاتها، وفي حدود الإمكانيات المتاحة لديها.