يستعد المغرب لتنظيم الإحصاء العام للسكان والسكنى في شهر شتنبر المقبل، ويذكر أن مسؤولية تنظيم هذه العملية تسند لوزارة الداخلية والمندوبية السامية للتخطيط. وقال أحمد لحليمي، المندوب السامي للتخطيط أن الإحصاء العام للسكان والسكنى، الذي من المقرر إنجازه في شتنبر من العام الجاري، يعد عملية ضخمة تطلبت هذه السنة تعبئة ما لا يقل عن 52 ألف باحث إحصائي ميداني ومراقب ومشرف. وأوضح لحليمي، أن هذا الإحصاء يتطلب استعدادات ضخمة، تتمثل أهم مرحلة منها في وضع خريطة للساكنة من أجل التوفر على فكرة دقيقة عن السكان والسكنى فوق التراب الوطني لتحديد مختلف دوائر الإحصاء. وأضاف أن عدد الدوائر سيبلغ هذه السنة 48 ألفا، مبرزا أنه تم وضع تدابير واضحة بغرض تفادي التداخل بين الدوائر خلال عملية الإحصاء . وسيتم تحديد الدوائر الاحصائية على خرائط رقمية توفرها قاعدة معطيات نظام المعلومات الجغرافية SIG) وهي تكنولوجية اعتمدتها المندوبية السامية للتخطيط لأول مرة خلال احصاء 2004. ولتحسين جودة هذه الخرائط تم تزويد الفرق الخرائطية بصور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة اقتنتها المندوبية السامية للتخطيط من المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي. وخلال النصف الأول من سنة 2014، سيتم تحديد وتكوين الموارد البشرية التي ستتكلف بتجميع المعطيات لدى الأسر، التي سيشملها الاحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 وبتحديد الموارد المادية واللوجيستيكية الضرورية لانجاز هذه العملية. ولأجل ضمان المقارنة بين نتائج مختلف الاحصاءات العامة للسكان والسكنى التي تم انجازها، ستجري عملية جمع المعطيات لدى الأسر، والتي تعتبر أهم مرحلة في مسلسل انجاز هذه العملية الوطنية الكبرى، من 1 الى 20 شتنبر المقبل. وأشار لحليمي إلى أن عملية وضع الخريطة تطمح إلى التحديد الدقيق لعدد الباحثين اللازمين لإنجاح عمليات الإحصاء وكذا العدد المطلوب من المراقبين والمشرفين على ضمان التنفيذ الجيد لهذه العمليات. بحيث تعبئة ما يقارب 1.000 مشرف و14.000 مراقب و 47.000 باحث احصائي و 14.000 عون سلطة و 5.400 سيارة. أما فيما يتعلق باستغلال المعطيات التي سيتم تجميعها، وهي المرحلة الأخيرة في مسلسل انجاز الاحصاء، فسيتم الاعتماد على القراءة الآلية للوثائق. وقد مكنت هذه التكنلوجيا، التي تعتمد على رقمنة الاستمارات وعلى التعرف الآلي على الحروف، والتي استعملت لأول في المغرب خلال احصاء 2004، من الاستغلال الشامل لاستمارات هذا الاحصاء في أقل من سنة، مقابل استغلال عينة تتكون من 25 فقط من الأسر وخلال فترة دامت سنتين بالنسبة لاحصاء 1994.
يذكر أن عدد سكان المغرب، وفق إحصاء سنة 1982، كان يناهز 11 مليون و626 ألف نسمة، فيما بلغ عدد الساكنة بحسب إحصاء 2 دجنبر 1994 حوالي 26 مليون و73 الف نسمة، وأما إحصاء 2004 فقد جاء فيه أن عدد سكان المغرب بلغ 29 مليون و840 ألفا و273 نسمة.