رغم أن المغرب كان يراهن على فوز هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأمريكية، إلا أن مجموعة من المحللين السياسيين، أكدوا، أن المغرب سيستفيد بشكل كبير من فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب. ويعتقد محمد زين الدين، أن العلاقات بين المغرب وأمريكا ستعرف تطورا بشكل ايجابي، في عهد ترامب، بحكم أن علاقة حزب الجمهوري في الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمغرب أفضل بكثير من علاقة المغرب بحزب الديموقراطيين الذي تمثله هيلاري كلينتون، رغم العلاقات الجيدة التي تربطها بالمغرب والأسرة الملكية. وأوضح محمد زين الدين، أستاذ العلوم السياسية ، أنه خلال تولي حزب الديمقراطيين الحكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية، خلق متاعب كبيرة للمغرب، من بينها توسيع صلاحيات المينورسو في الصحراء. وأضاف زين الدين، في حديث مع "اليوم24″، أن ترامب رغم لهجة الوعيد التي كان يتحدث بها خلال حملاته الانتخابية تجاه العرب والمسلمين، فإنه سيراجع حساباته، على اعتبار أنه ليس لوحده من يحكم في أمريكا، وأن هناك أزيد من 20 جهازا في البيت الأبيض يتحكمون في سياسة البلاد. هذا الرأي يؤيده أيضا تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي، حيث يشدد على أن ترامب لن يحكم أمريكا لوحده، بل سينفذ فقط القرارات التي يقررها مجلس الأمن القومي والكونغرس. الأستاذ الحسيني، يرى في حديثه مع "اليوم24″، أن علاقات المغرب والولاياتالمتحدة، ستشهد تطورا قويا في عهد الجمهوريين، الذين يعتبرون حلفاء استراتيجيين للمغرب، عكس حزب الديمقراطيين الذي ليست لديه علاقة جيدة مع المغرب رغم وجود كلينتون، التي كانت تشكل في عهد رئاسة بارك أوباما صمام الأمان للمغرب، بحسب قوله. وأضاف الحسيني، أن كلينتون كانت حاجزا، خلال حكم بارك أوباما، وساعدت بشكل كبير في تهدئة العلاقات بعد اتصال الملك محمد السادس بأوباما عقب قرار توسيع المينورسو. ويتوقع كل من زين الدين والحسيني، أنه بعد وصول ترامب إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، سيكون هناك تعاون بين المغرب والولاياتالمتحدة في مجال محاربة الارهاب، خاصة وأن ترامب أكد خلال تقديم برنامجه الانتخابي سيعمل جاهدا على محاربة الإرهاب، لأن الجمهوريين واعيين، بحسب تعبيرهم، بقوة إستراتيجية المغرب في محاربة الإرهاب في أوروبا وإفريقيا. الحقوقيون المغاربة غير متفائلين بحكم ترامب للأمريكا عكس المحللين السياسيين الذين توقعوا أن تشهد العلاقات المغربية الأمريكية ازدهارا، في عهد تولي حزب الجمهوريين الذي يمثله ترامب، اعتبرت الحقوقية خديجة الرياضي، أنه في عهد ترامب الذي يمثل الجمهوريين مثله مثل أوباما الذي كان يمثل حزب الديموقراطين، "لا شي سيتغير في مجال حقوق الإنسان"، بسحب تعبيرها. وأرجعت سبب تشاؤمها هذا، إلى كون الجمهوريين والديمقراطيين يتناوبون منذ عقود من الزمن على الحكم في أمريكا، "ولم يتغير شي في العالم أو في المغرب، الانتهاكات مازالت مستمرة ة والحروب متواصلة بدعم من أمريكا". وأشارت الرياضي، في اتصال مع "اليوم24″، أن أمريكا ستواصل دعهما للكيان الصهيوني، الذي يقتل بشكل يومي أفراد أبرياء، نفس التوجه في الرأي لدى الحقوقي والسياسي عبد الرحمان بنعمر، الذي قال إلى ليس ترامب من سيحكم، وإنما لوبيات صهيونية هي من تتحكم في المجال الحقوقي في أمريكا. ويعتقد بنعمر أن حقوق الإنسان لن تشهد تغيرا في عهد ترامب باستثناء بعد التغير الجزئي في السياسة الخارجية، مرجحا أنه في عهد حكم الجمهوريين سيكون التعامل مع قضية الصحراء أقل حدة. وأرسل الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء، برقية تهنئة لترامب، أعرب فيها عن حرص المغرب على العمل سويا، من أجل استثمار أنجع وتفعيل أمثل للشراكة الاستراتيجية التي تجمع المملكة المغربية والولاياتالمتحدةالأمريكية، وتدعيم سبل الحوار والتنسيق والتشاور بينهما حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وخاصة التحديات المتزايدة التي تواجه الأمن والسلم الدوليين، وفي مقدمتها التصدي لكافة أشكال التطرف والعنف والإرهاب، والإسهام في إيجاد حلول سلمية ومنصفة لمختلف النزاعات وبؤر التوتر في العالم". يشار إلى أنه انتخب الجمهوري دونالد ترامب، صباح اليوم الأربعاء، رئيسا للولايات المتحدة، بعد فوزه بأصوات 279 من كبار الناخبين، من أصل 270 تلزمه لدخول البيت الابيض في 20 يناير المقبل مقابل 218 لمنافسته هيلاري كلينتون.