نداء استغاثة أطلقه مجموعة من سكان منطقة «أغبالو نسردان» بإقليم ميدلت، والذين يحذرون من كارثة جديدة مثل تلك التي حدثت في «أنفكو» منذ أربع سنوات وقال لحسن عقاوي أحد أبناء المنطقة والفاعل الجمعوي بها، أن الأوضاع جد مزرية بالمنطقة بأكملها، والتي تضم أزيد من عشرة دواوير يعيشون حالة من العزلة، فاقم من حدتها التساقطات الثلجية الأخيرة، والتي شهدتها المنطقة المتواجدة على ارتفاع ما بين 1400 و2070 مترا عن سطح البحر، وقال لحسن عقاوي الذي كان يتحدث في اتصال هاتفي مع « اليوم24»، «الكهرباء مقطوعة، والطرق مقطوعة، ولا تتوفر أدنى الخدمات في هذه المنطقة، وحطب التدفئة منعدم، وحتى في حالة وجوده فإن جلبه من المركز مكلف ماديا وصعب للحصول عليه»، وأشار عقاوي المقيم بمنطقة «أغبالو نسردان»، إلى أن هذه الدواوير أوشكت على الفراغ من ساكنتها بسبب استمرار هجرة سكانها النشطين منذ أربع سنوات، إضافة إلى مشاكل اجتماعية وغذائية خطيرة؛ متمثلة في الحالة المخيفة للمدرسة الوحيدة ب «أغبالو» والتي يمكن أن تنهار في أية لحظة، ورغم ذلك فإن الأقسام المتجمدة تجمع أربع مستويات في فصل واحد، ويقوم الآباء بشراء حطب التدفئة لكي يتعلم أبناؤهم رغم خطورة الوضع، وكذلك توفير إعانات هزيلة، من قبيل 3 كيلوغرامات من الشعير المدعم لكل شخص، مخصصة لفترة ثلاثة أشهر. وفي نهاية الاتصال الذي كان ينقطع بسبب ضعف الشبكة بهذه المنطقة، أعلن عقاوي دواري «أيت حمو سعيد» و «أيت زيد» منطقتين منكوبتين، قائلا: «إن حالتهما تفوق «أنفكو» بكثير». وفي نفس السياق، وفي اتصال هاتفي بالفاعل الحقوقي والجمعوي عزيز عقاوي بمدينة ميدلت، أشار هذا الأخير إلى أنه في كل سنة، وفي نفس الفترة تتكرر نفس المحنة بالمنطقة، وأكد عقاوي إلى أن الطرق المؤدية إلى ميدلت وضواحيها مقطوعة منذ يوم السبت، ورغم أن الطرق الرئيسية تفتح بعد ساعات من إغلاقها إلا أن الطرق الثانوية الرابطة بين الدواوير تقابل بالإهمال، ما يجعل الناس يستعينون بالجرارات أو البهائم لعبورها، بينما تغلق نهائيا الطرق غير المعبدة، والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة للدواوير المرتفعة، والتي تستقبل أكبر كمية من التساقطات الثلجية، وقال عقاوي: «حطب التدفئة غير متوفر، وحتى بالنسبة لمن يقصد الغابة، فإن المجال الغابوي بميدلت أوشك على النفاد. الناس والمواشي مهددون بالجوع، ومعدل نفوق المواشي يصل إلى 40 رأسا لدى المزارعين». عزيز عقاوي أشار أيضا إلى أن بعض الجماعات القروية التي تعاني من حصار الثلوج، مثل: «أنفكو» و «سيدي يحيى أوسعد»، من الجماعات الغنية التي يتبقى لها فائض في ميزانيتها يصل إلى 2 مليار سنتيم، ومن المفروض توجيهه لتجنيب المنطقة كوارث تتكرر كل سنة. وتلقت «اليوم24» اتصالات من بعض السكان في دواوير أخرى بمنطقة ميدلت نقل فيها السكان امتعاضهم من تكرار هذه المأساة كل سنة، وقال السكان الغاضبون، لا نحتاج إلى إعانات في شكل أغطية وأفرشة ولباس، بل نريد أن تصبح منطقتنا مثل إفران، لأننا نملك كل مقومات التأهيل، وحتى لا يصبح فصل الشتاء موعدا مرعبا لنا كل سنة» يذكر أن مديرية استعلام الطرق بوزارة التجهيز أكدت في اتصال ب «أخبار اليوم»، أن طرق: الحاجب، أزرو، إفران، ميدلت، تمحضيت، وبولعجول، مقطوعة منذ أمس الأحد بسبب التساقطات الثلجية، وأن مصالح الوزارة ستعيد فتحها خلال ساعات.