يتوقع أن ترتفع واردات المغرب من القمح الصلب خلال موسم 2016 -2017 إلى أزيد من 4 ملايين طن من أجل مواجهة تداعيات الجفاف الذي ضرب المملكة هذه السنة، وأدى إلى انخفاض المحاصيل بشكل كبير، مقابل ارتفاع الفاتورة الغذائية بواقع 15.5 في المائة إلى حدود الأشهر السبعة الأولى من السنة. وكشفت معطيات رسمية، عن مكتب الصرف، أن المغرب سيكون مضطرا لاستيراد هذه الكميات من الأسواق التقليدية الأوروبية وبشكل خاص فرنسا المُورِّد الرئيسي للمملكة، فضلا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية التي ستعوض تراجع الإنتاج في دول الاتحاد الأوروبي المسجل هذه السنة، بالإضافة إلى الاستفادة من تراجع فاتورة النقل التي تأثرت إيجابا بتراجع أسعار البترول في الأسواق الدولية. ويشكل رقم 4 ملايين طن من القمح اللين، رقما قياسيا لم تسجله الواردات منذ أزيد من 5 سنوات. وإلى حدود الآن بلغت عدد إعلانات طلبات العروض التي تطلقها وزارة الفلاحة في إطار نظام الحصص، آخرها كان يوم 26 شتنبر الماضي، على أساس فتح الأظرفة في 5 أكتوبر الجاري. ويتوقع أن تصل الكميات المستوردة من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ما مجموعه 1.2 مليون طن من القمح الصلب بموجب نظام تفضيلي. وكان ملحق وزارة الزراعة الأمريكية في الرباط توقع في تقرير صادر عنه شهر أبريل الماضي، أن ترتفع واردات المغرب خلال الموسم 2016-2017، من الحبوب إلى 4.6 ملايين طن، ضمنها 3.9 ملايين طن من القمح الصلب و0.7 مليون طن من الشعير. وارتفعت الفاتورة الغذائية للمغرب بواقع 15.5 في المائة إلى حدود شهر يوليوز الماضي، ما أدى إلى تجاوزها 26.1 مليار درهم مقابل 22.6 مليار درهم التي سجلت خلال الأشهر السبعة من السنة الماضية، والتي شهدت محصولا استثنائيا بلغ 110 ملايين قنطار. وكشفت بيانات مكتب الصرف الصادرة عن ارتفاع ملحوظ في واردات المغرب من القمح، حيث وصلت قيمتها عند متم الشهر الماضي إلى أكثر من 7.5 مليار درهم بدل 6.2 مليار درهم المسجلة في يوليوز 2015، أي بزيادة معدلها 21.2 في المائة. كما تضاعفت واردات المغرب من الشعير لتصل إلى 1.2 مليار درهم بدل 475 مليون درهم في العام الماضي وبلغت مجموع واردات المملكة من الحبوب 11.1 مليار درهم مقابل 9.1 مليار درهم سنة قبل ذلك، ما يمثل زيادة بنسبة 21.3 في المائة و1.9 مليار درهم كقيمة. وهي الزيادة التي كانت وراءها زيادة في قيمة واردات الحبوب التي ارتفعت ب 1.3 مليار درهم، والشعير بقيمة 0.8 مليار درهم، في حين تراجعت فاتورة استيراد الذرة بما مجموعه 0.2 مليار درهم. وتوقعت وزارة الفلاحة شهر مايو الماضي تسجيل حصيلة ضعيفة للموسم الفلاحي الحالي في حدود 33.5 مليون قنطار فقط، بتراجع نسبته 70 في المائة عن محصول السنة الماضية. ضمنها حوالي 18,6 مليون قنطار من القمح اللين، متبوعا بالقمح الصلب ب 8,7 مليون قنطار، ثم الشعير ب 6,2 مليون قنطار. وتبقى حصيلة هذا الموسم الأضعف مقارنة مع حصيلة المواسم الخمسة الماضية التي تراوحت بين 51 و110 ملايين قنطار، فضلا عن أنها تعتبر أسوأ حصيلة خلال العشرية الأخيرة بعد رقم 20.5 مليون قنطار التي سجلت سنة 2007 التي شهدت موجة جفاف. وتراجعت هذا الموسم المساحة المزروعة هذه السنة بشكل كبير، بسبب إحجام عدد كبير من الفلاحين عن زراعة أراضيهم، ما أدى إلى تراجع المساحة بواقع 1.5 مليون هكتار لتستقر في حدود 3.5 مليون هكتار مقابل أزيد من 5 ملايين هكتار في السابق، علما أن زراعة الحبوب تمثل النشاط الأساسي بالنسبة إلى قرابة 80 في المائة من الفلاحين. علما أن المساحات المسقية لا تتعدى في المتوسط 15 في المائة من مجموع المساحات المزروعة بالحبوب.