رغم تراجع أسعار دقيق القمح الصلب والعجائن الغذائية والكسكس و"السميد"، مازال أرباب المحلات التجارية يبيعونها بأثمانها القديمة المرتفعة. وأوضح مصدر مسؤول من الفدرالية الوطنية للمطاحن، في إفادة ل"المغربية"، أن أسعار دقيق القمح الصلب سجلت تراجعا بنسبة 18 في المائة، والعجائن ب10 في المائة، والكسكس ب13 في المائة. وعزا هذا الانخفاض إلى تراجع أسعار القمح على المستوى الدولي، موضحا أن "ثمن قنطار القمح الصلب المستورد بلغ 400 درهم للقنطار، مقابل 600 درهم، وكذا بالنسبة إلى السميد، الذي كان في حدود 800 درهم للقنطار، وأضحى ب600 درهم للقنطار، بينما انتقل سعر العجائن من ألف إلى 800 درهم للقنطار، في حين، سجل سعر الكسكس تراجعا ب200 درهم في القنطار". وأضاف المصدر أن هناك عاملا آخر وراء تراجع الأسعار، إذ "منذ أواخر دجنبر جرى استيراد كميات مهمة من القمح الصلب عبر ميناء الدارالبيضاء. كما خفض المستوردون سعر البيع بالسوق الداخلي (أقل من 230 درهما للقنطار)، نتيجة توفرهم على قدرات مهمة للتخزين قرب الميناء، فاغتنموا انخفاض الأسعار واستوردوا كميات أكبر، ما دفع أرباب المطاحن إلى تخفيض سعر البيع للعموم". ورغم ذلك، فإن أغلب التجار، الذين استقت "المغربية آراءهم، أكدوا أن سعر البيع للعموم لم يطرأ عليه تغيير، إذ يباع الكيلوغرام من دقيق القمح الصلب ب9 دراهم، والسميد ب9 دراهم (كان سعره قبل الزيادات الأخيرة في حدود 5.50 دراهم)، والكسكس يباع بسعر 12 درهما للكيلوغرام الواحد. يذكر أنه، منذ فبراير 2008، دعمت الدولة واردات القمح الطري لمواجهة ارتفاع الأسعار دوليا، ودعما للقطاع، في حين، لم يتخذ أي إجراء لدعم القمح الصلب، ماعدا إزالة الحقوق الجمركية، التي لم يكن لها أي تأثير أمام ارتفاع الأسعار، حسب المهنيين. وكان لارتفاع سعر القمح الصلب منذ 2007 تأثير مباشر على المنتوج النهائي، مثل "السميد" والعجائن، والكسكس. وارتفعت واردات المغرب من القمح إلى 40 مليون قنطار العام الماضي، بزيادة 8.1 في المائة عن العام السابق، وجاء حوالي نصف المشتريات من فرنسا. وقفزت قيمة واردات القمح ب13 في المائة على أساس سنوي إلى 12.3 مليار درهم في 2008 بسبب ارتفاع الأسعار. وأظهرت الأرقام أن المغرب اشترى 1.9 مليون طن من القمح من فرنسا، بينما استورد 413 ألفا و200 طن من كندا، و292 ألفا و800 طن من ألمانيا، فيما جاء الباقي من ليتوانيا، والأرجنتين، ومصادر أخرى. و ساهمت المشتريات من الحبوب في الرفع من مشتريات المغرب من المواد الغذائية، إذ انتقلت في السنة الماضية إلى 31.6 مليار درهم، بزيادة 18.5 في المائة. وتشير التطورات الشهرية لمشتريات القمح إلى أن سعر الطن المستورد وصل في دجنبر الماضي إلى ألفين و544 درهما للطن، مسجلا تراجعا بنسبة 19.1 في المائة، مقارنة بشهر دجنبر 2007، و34.1 في المائة قياسا بالسعر المسجل في ماي الماضي، والذي بلغ 3 آلاف و862 درهما. وأرجع متتبعون الزيادة في مشتريات القمح من الخارج إلى ارتفاع المحصول المحلي من الحبوب بأكثر من الضعف، إلى 50 مليون قنطار في 2008، مقارنة مع العام السابق، عندما أدى الجفاف إلى انخفاض المحصول إلى 23 مليون قنطار، من مستوى قياسي بلغ 93 مليون قنطار في 2006. وحسب الإحصائيات الأخيرة للمكتب المهني للحبوب والقطاني ، فقد بلغ إنتاج القمح الطري خلال موسم 2007-2008 حوالي 25.3 مليون قنطار، بزيادة فاقت ضعف محصول السنة الماضية، الذي لم يتعدَّ 10.7 ملايين قنطار. أما القمح الصلب فقارب 12.4 مليون قنطار خلال هذا الموسم (5.1 ملايين قنطار في 2006-2007)، والشعير فاق إنتاجه هذه السنة 13.5 مليون قنطار (7.6 ملايين قنطار العام الماضي). ويتوقع المغرب، برسم الموسم الحالي، محصولا قياسيا من الحبوب قدره 100 مليون قنطار، بفضل التساقطات الأخيرة.